Page 129 - تاريخ التربية الفنية ونظرياتها
P. 129

‫خرجت الفلسفة المثالية للعمل على تفسير الكون والظواهر المادية‪ .‬خلال إعمال‬
‫العقل باعتباره الأداة القادرة على إصدار الأحكام في ظل والمعنوية التي تحكمه في‬

   ‫إطار من الحقيقة التي ظل أفلاطون يبحث عنها من مطابقتها لأصولها الأزلية‬
                                ‫الأولى ‪ ،‬والمثالية تستند إلى مبدأين جوهريين ‪:‬‬

  ‫هما قسم أفلاطون العالم إلى عالمين ‪ ،‬الأول العالم السماوي العلوي ‪ ، ،‬ويسود‬
    ‫فيه العدل المطلق وتقع فيه وفيه يقع الخير والحق والجمال والمثل ‪ ،‬ويسود ‪.‬‬
  ‫الحقيقة الصحيحة المطلقة ‪ ،‬والثاني العالم العملي الواقعي ويعيش فيه الإنسان‬
‫ويستخدم حواسه التي تجعله يفرح ويحزن ويغضب ويتألم ‪ ،‬ويطلق على ذلك عالم‬

                                                           ‫الروح وعالم المادة‪.‬‬

    ‫هذا العالم بمكونيه السماوي والواقعي يتعامل معه العقل البشري من لجل تفهم‬
  ‫أزلية الأفكار (المثل) ‪ ،‬فالفلسفة المثالية قائمة على اعتقاد بأن جميع المكونات‬
‫المادية أن هي إلا نسخاً غير كاملة لمثل أزلية أو نماذج أصليـــة ‪ ،‬وعلى ذلك فإن‬
‫الطبيعة الحق للشيء ليست فى الظاهر الذي يتعامل معه الحواس وإنما في المثال‬
 ‫الذي تنبع منه وهو الذي يتواصل إليه بالعقل ‪ ،‬فالعقل هو الشيء الحقيقي ‪ ،‬أما‬

                       ‫المادة فهي غير حقيقية ‪ ،‬وهي من صنع العقل وتصوره‪.‬‬

      ‫والمعرفة في الفلسفة المثالية فضيلة وهدفها الوصول إلى الحق ‪ ،‬وبالسلوك‬
  ‫الحسن يصل الإنسان إلى الخير والكمال والاتساق والانسجام مع المكونات حتى‬
‫يصل إلى الجمال ‪ ،‬ومن هنا فإن واجب الإنسان السعي وبالتأمل والتفكير للوصول‬

                    ‫إلى الحق والخير والجمال كحقائق مسامية في الوجود الحق‪.‬‬

    ‫على جانب آخر قسم أفلاطون النفسي الإنسانية إلى ثلاث قوى‪ :‬القوة العقلية‬
  ‫وموضعها ال أرس وفضيلتها الحكمة‪ ،‬والقوة الغضبية وموضعها يكون في الصدر‬
 ‫والقلب وفضيلتها الشجاعة‪ ،‬أما القوة الشهرية فموضعها البطن وفضيلتها العفة‪،‬‬

                                                     ‫‪116‬‬
   124   125   126   127   128   129   130   131   132   133   134