Page 177 - تاريخ التربية الفنية ونظرياتها

‫كذلك فإن العصر الحديث بتطور تكنولوجيا التعليم فيه انفتاح الفكر على التطبيق‬
‫انعكس ذلك وبث ارء على التربية الفنية سواء على مستوى الخامات أو على مستوى‬

‫الأدوات والأجهزة والمعدات ‪ ،‬أو على مستوى تجهي ازت ورش العمل ‪ ،‬كل ذلك‬
‫ساهم بشكل فعال جداً على استم ارر التربية الفنية وتطور الأداء فيها لكي تستمر‬
‫مواكبة التقدم والتحقق من الدور الذي تأدية كمادة د ارسية طليعية في التعليم أو‬

‫في الممارسات الأخرى‪.‬‬

‫لقد شجع الانفتاح على التكنولوجيا ‪ ،‬وما يقدمه الفنانين في العصر الحديث من‬
‫أعمال فنية متعددة الأفكار بعيدة عن الاستخدام التقليدي للخامات وما صاحب ذلك‬

‫من إمكانيات استخدام التجريب كمفهوم يساعد المتعلم على تحقيق تعلم أجود ‪،‬‬
‫فمنذ أن قدم بيكاسو وب ارك من خلال المدرسة التكعيبية تلك المجموعة من الأعمال‬

‫التي فيها تمت إضافة بقايا أقمشة وصور من ج ارئد ومجلات مضافة إلى التلوين‬
‫الزيتى للوحات‪ ،‬وج أرة التلميذ أصبحت مت ازيدة على استخدام الخامات المتعددة من‬

‫أجل إنتاج أعمال فنية تعبيرية يحقق فيها المتعلم ذاته‪.‬‬

‫لا يمكن الآن الإدعاء في الوقت الحالي وعلى مدى ثلاثة عقود مضت بالقول أن‬
‫هناك خامة ما أساسية وأخرى غير أساسية فجميع الخامات أصبحت ترقى للتعامل‬

‫الفني طالما وضعت تحت إطار التجريب واستخدمت فيها الممارسات الصحيحة‬
‫التي تحقق التعبير الفني فيها طالما تم م ارعاة النمو العمري وقد ارت التلميذ‬

‫ومكونات الخامة غير الضارة بالصحة العامة وغير مؤثرة في تلوث مستمر للبيئة‪.‬‬

‫كذلك انفتح التعبير الفني وتعددت فيه التقنيات وبات من الميسور استخدام الخامة‬
‫في أكثر من مجال تعبيري ‪ ،‬وكذلك أصبح من الميسور استخدام الأدوات والمعدات‬

‫في أكثر من طريقة للتعبير الفني ‪ ،‬لقد أعطت التكنولوجيا الحديثة ومخلفاتها‬
‫الفرصة كبيرة لكي يتعامل العقل مع منتجات هذه التكنولوجيا ومع مخلفات‬

‫‪162‬‬