Page 212 - تاريخ التربية الفنية ونظرياتها
P. 212

‫يعتبرونه أبا روحيا لهم ‪ ،‬فقد أحب ماله الدرجة أن حياته هي مهنته ‪ ،‬وكان‬
     ‫نموذج المعلم كريم الخلق في سماحة وبلدانية أحبه كل من تعامل معه ‪ ،‬كان‬
  ‫يحفز طلابه من أجل تنفيذ الأفكار الجديدة للتربية الفنية فالتجريب سمة أساسية‬
   ‫عند طلابه ‪ ،‬حيث كان الفيفي الدين الإسماعيل القباني أو التجريب في التعليم‬

                                                                     ‫المصري‪.‬‬
      ‫أمن العفيفي بأهمية الفنون الشعبية وفنون مصر في حضارتها في مختلف‬
   ‫العصور ‪ ،‬وكان يحفز تلاميذ على النهل من هذه الفنون دون غيرها من فنون‬
‫الغرب ‪ ،‬كذلك أحب فنون الأطفال ودافع عنها في سبيل تغير مفاهيم التقليد لفنون‬
 ‫عصر النهضة التي كانت سائدة فانتقل الاهتمام بفنون الكبار إلى الاهتمام بفنون‬

                                                                      ‫الصغار‪.‬‬
    ‫شجع العفيفي تلاميذه للسفر إلى الخارج لكي ينهلوا من التقدم العلمي للتربية‬
   ‫الفنية فسافر محمود البسيوني ‪ ،‬وحمدي خميس ‪ ،‬ولطفي زكي ‪ ،‬وكمال عبيد‪،‬‬
    ‫عبد الغني الشال ‪ ،‬ومحمود الشال ‪ ،‬ويوسف سيده ‪ ،‬ومصطفى الأرناؤوطي ‪،‬‬

                              ‫وغيرهم ممن تولوا دفع عجلة التربية الفنية للأمام‪.‬‬
      ‫على الرغم من أن العفيفي كان مقلا في إنتاجه الفني إلا أنه كان يميل إلـــى‬
‫الأسلوب البنائي التركيب المتأثر بالتكعيبية ‪ ،‬وقد ظهر ذلك في لوحته الخيمة ‪ ،‬إلا‬
‫أن تضحيته بوقته وماله وثقافته في تكوين أجيال تحقق رسالة التربية الفنية سواء‬
     ‫أبان عمله بالمدرسة السعيدية أو من تخرج على يديه من قسم الرسم بمعهد‬

        ‫التربية للمعلمين ‪ ،‬هذا ما يحسب ليوسف العفيفي ارئد رواد التربية الفنية‪.‬‬

                                                      ‫‪195‬‬
   207   208   209   210   211   212   213   214   215   216   217