Page 37 - ملف الإنجاز مقرر قراءات في التخصص_Neat.
P. 37
المحور الثاني :التعليم المتمايز
إن الاختلاف بي البشر هو سنة الله في الأرض ،وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك الاختلاف في
كثير من المواضع منها قوله تعالىَ :وِّم ْن آيَاِتِّّه أَ ْن َخلَ َق لَ ُك ْم ِّم ْن أَنُْف ِّس ُك ْم أَْزَوا ًجا ِلّتَ ْس ُكنُوا ِإّلَيْ َها َو َجعَ َل
بَيْنَ ُك ْم َمَودةً َوَرحْمَةً ۚ ِإّن ِّفي َٰذَِلّ َك َلآيَا ٍت ِلَّقْوٍم يَتََفكُرو َن الروم21:
كما أنه ورد الاختلاف والتباين بي بني آدم في السنة النبوية حيث ظهر في أحاديث كثيرة منها
حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال" :إن الله خلق آدم من
قبضة قبضها من جميع الأرض ،فجاء بنو أدم على قدر الأرض ،جاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبي
ذلك والسهل والحزن والخبيث والطيب" رواه أبو داود ،فالناس مختلفون في ألوانهم وطباعهم وأخلاقهم مثل
الأرض وبقاعها المختلفة.
ومن ذلك نجد أن المتعلمي يختلفون ويتمايزون في جوانب كثيرة وتحت مؤثرات وعوامل متعددة
ومن هذه الجوانب الاستعداد والميول والاهتمامات .والحقيقة أن منبع هذه الاختلافات يمكن أن يرد إلى
مصادر متعددة مثل المعرفة السابقة ،الخصائص ،البيئة المحيطة ،القدرات والمواهب ،والأساليب التي يتعلمون
بهما .ومن هذا المنطلق فلقد ظهر مفهوم جديد للتعليم والتعلم ألا وهو التعليم المتمايز والذي يسميه بعض
التربويي تنويع التدريس أو التدريس المتباين.
مفهوم التعليم المتمايز:
عندما يخطط المعلم الناجح لدروسه ،ويحدد طرق واستراتيجيات التدريس التي سيوظفها في تحقيق أهدافه،
فإنه يجب أن يأخذ بعي الاعتبار قضية الاختلاف بي المتعلمي نتيجة لعوامل بيئية أو وراثية ،وأنهم ليسوا
على قدر واحد من الاستيعاب والفهم ،ومن أهم ما يراعي الحاجات والميول والقدرات المتنوعة عند المتعلمي
هو التعليم المتمايز.
وهناك عدة تعريفات لمفهوم التعليم المتمايز ،فقد عرفه اللقاني والجمل (۲00۳م) بأنه :أسلوب يعتمد على
التنوع ،حيث توجد الفروق الفردية بي تلاميذ الصف الواحد ،ما يتطلب استخدام عديد من الطرق لتوفير
مواقف تعليمية متنوعة ومناسبة لأكبر عدد من التلاميذ( .ص .)۹۲
40