Page 193 - merit 36- dec 2021
P. 193

‫‪191‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

‫أصدقائه المقربين‪ ،‬فيدعو له‬    ‫الخارجي‪ ،‬هذا العالم الأناني‬  ‫وبنادق مصوبة من مكان ما‬
  ‫بالطمأنينة والعبور‪ .‬يقف‬       ‫الذي لا يفكر في حاجيات‬         ‫ولا يوجد زيت فى البيت!‬
   ‫الشاعر إبراهيم داود في‬       ‫البيوت (لا يوجد زيت في‬
 ‫منتصف القصيدة‪ ،‬قاب ًضا‬         ‫البيت) فيحاول داوود أن‬      ‫الكواكب القريبة اقتربت من‬
 ‫على روح البساطة والمحبة‪،‬‬                                                      ‫الأرض‬
   ‫مخل ًصا للشعر‪ ،‬فيصنع‬       ‫يقيم حياة موازية في النص‬
 ‫من طينتها شجاعة الخلق‪،‬‬            ‫لآلام الفقراء والجوعى‬   ‫واحتشدت الأمراض على أول‬
  ‫وبراءة الشوارع‪ ،‬وأحلام‬                                                      ‫الشارع‬
   ‫البسطاء‪ ،‬الذين جرحتهم‬        ‫والمرضى الذين يفترشون‬
 ‫الحياة بهزائمها‪ ،‬وأنانيتها‪،‬‬       ‫طرقات الشوارع‪ .‬تطل‬                   ‫أنت فى غرفتك‬
  ‫فأصبحوا متنا مباش ًرا في‬                                   ‫تشتاق إلى بلادك فى النهار‬
      ‫قصيدة إبراهيم داود‬         ‫صورة الوطن في الغرفة‬
                                 ‫فيشتاق لبلاده في النهار‬             ‫وتدعو لها بالليل»‬
                                ‫ويدعو لها في الليل‪ ،‬وهي‬          ‫يقف الشاعر وحي ًدا في‬
                                                                 ‫قصيدته‪ ،‬فيتحدث عن‬
                                   ‫لحظة عرفانية خاصة‪،‬‬
                               ‫فيصبح الوطن صدي ًقا من‬             ‫العلاقة بين الحواجز‬
                                                                 ‫الداخلية وسلطة العالم‬

                                                           ‫الهوامش‪:‬‬

                              ‫‪ -1‬أستاذ الأدب العربي المشارك‪ ،‬كلية الآداب جامعة الوادي الجديد‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ -2‬الشاعر إبراهيم داود‪ ،‬شاعر مصري من شعراء قصيدة النثر‪ ،‬ولد في المنوفية عام ‪ ،1961‬هورين بركة السبع‬
‫محافظة المنوفية‪ ،‬تخرج في كلية التجارة جامعة طنطا عام ‪ ،1983‬عمل في جريدة الوطن الكويتية مكتب القاهرة‪ ،‬ثم‬
‫مجلة الهلال في الفترة‬  ‫م‪8‬سن‪9‬ك‪9‬ر‪13‬ت‪،‬ي‪ً 9‬ر‪9‬اك‪1‬ملااتلحىشرغي‪5‬رل‪9‬أ‪9‬مدن‪،1‬بصووبعنمقردلئايلمتحسيرت ًتراحرصعيادرًّمرامعلجنجلرةيحددزيةوباالادنلتسوجتممودعريرفتيتحاحلتفرتيفرريةااللبأفيتهنرراة‪0‬م‪،‬م‪9‬نو‪9‬ي‪51‬كت‪9‬حتب‪19‬ىمق‪3‬اح ًت‪9‬لى‪9‬ي‪1‬إو‪،‬غملثيًّاامقففهايي‪،‬‬
‫ويعمل في الأهرام منذ‬
‫جريدة الدستور‪ ،‬وهو‬
‫الآن رئيس تحرير مجلة إبداع التي تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ .‬صدرت له دواوين (تفاصيل‪ ،‬مطر خفيف‬
‫في الخارج‪ ،‬الشتاء القادم‪ ،‬لا أحد هنا‪ ،‬انفجارات إضافية‪ ،‬حالة مشى كن شجاعا هذه المرة) عن هيئة الكتاب وهيئة‬
‫قصور الثقافة والمجلس الأعلى للثقافة ودار ميريت‪ ،‬تم تجميعهم في مجلد واحد تحت اسم ست محاولات‪ ،‬صدرت‬
‫الطبعة الثانية منه عن الهيئة العامة للكتاب ‪ .2013‬ثم صدر له ديوانان‪ :‬أنت في القاهرة وكن شجا ًعا هذه المرة‪ ،‬عن دار‬
     ‫ميريت‪ .‬وفي السرد‪ :‬القرآن في مصر ‪ ،1999‬خارج الكتابة (ميريت) ‪ ،2002‬الجو العام (ميريت) ‪.2012‬‬
‫‪ -3‬عز الدين عمار‪ ،‬الربيع بوجلال‪ ،‬مفاهيم لسانية عرفانية‪ ،‬مجلة العمدة في اللسانيات وتحليل الخطاب‪ ،‬مجلد ‪ ،3‬عدد‬
                                                           ‫‪ ،2019‬ص‪.63‬‬
‫‪4- 6 Metaphor:A Practical introduction .Zoltan covececs. Oxford university press inc.198 madison‬‬
                                                           ‫‪avenue new York 2002 .p4.‬‬
‫‪ -5‬جورج لاكوف‪ ،‬ومارك جونسن‪ :‬الاستعارات التي نحيا بها‪ ،‬ترجمة‪ :‬عبد المجيد جحفة‪ ،‬دار توبقال للنشر‪ ،‬الدار‬
                                                           ‫البيضاء‪ ،1996 ،‬ص‪.23‬‬
‫‪ -6‬جورج لايكوف‪ :‬ومارك جونسن‪ :‬الاستعارات التي نحيا بها‪ ،‬ترجمة‪ ،‬عبد المجيد جحفة‪ ،‬دار توبقال للنشر‪ ،‬الدار‬
                                                           ‫البيضاء‪ ،1996 ،‬ص‪.212‬‬
‫‪ -7‬المليود حاجي‪ :‬الاستعارة في شعر محمود درويش‪ .‬فصول‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ .‬عدد‪ ،100‬ص‪.431‬‬
                              ‫‪ -8‬جورج لايكوف‪ ،‬ومارك جونسن‪ :‬الاستعارات التي نحيا بها‪ ،‬ص‪.22‬‬
                                                           ‫‪ -9‬إبراهيم داود‪ :‬ست محاولات‪ ،‬ص‪.13‬‬
                              ‫‪ -10‬جورج لاكوف‪ ،‬وجونسن‪ :‬الاستعارات التي نحيا بها‪ ،‬ص‪.22‬‬
                                                           ‫‪ -11‬السابق‪ ،‬ص‪.14‬‬
                                                           ‫‪ -12‬السابق‪ ،‬ص‪.21‬‬
                                                           ‫‪ -13‬السابق‪ ،‬ص‪.26‬‬
                              ‫‪ -14‬إبراهيم داود‪ :‬أنت في القاهرة‪ /‬ميريت‪ ،‬ص‪.23‬‬
                                                           ‫‪ -15‬لايكوف وجونسن‪ :‬ص‪.21‬‬
                                                           ‫‪ -16‬لايكوف‪ ،‬جونسن‪ ،‬ص‪.54‬‬
   188   189   190   191   192   193   194   195   196   197   198