Page 24 - Pp
P. 24
العـدد 35 22
نوفمبر ٢٠٢1
والإسقاطات النظرية ،بمعنى التركيز على بنية عاشور الطويبي على النحو التالي« :التانكا شكل
النص بجميع عناصره من دون تقول عليه ونسب من أشكال القصيدة اليابانية القصيرة ،ظهرت منذ
ما ليس فيه إليه بالاعتماد على شواهد من المجموعة القرن الثامن الميلادي .تتكون من 31مقط ًعا صوتيًّا
الشعرية وبطريقة الفصل والوصل ،إذ من الصعب يابانيًّا 7-7-5-7-5 :من اليسار إلى اليمين ،وقد
تزيد أو تنقص قلي ًل ،وعادة ما يكون في منتصف
فصل ما هو شكلي عما هو مضموني عما هو
لغوي وإيقاعي أي ًضا .فالنص بنية عضوية متكاملة التانكا (بين 5-7-5و )7-7كسر أو مقطع بين
العناصر ومتفاعلة ،وذات وظيفة دالة شأنها شأن الجزء العلوي والجزء السفلي سواء أكان ذلك في
أية بنية أو نسق آخر .مع الملاحظة بأن هذا البحث
المعنى أو الإيقاع أو الاثنين م ًعا».
حاول الاعتماد على بعض الدراسات والمقالات وتجدر الإشارة إلى أن التانكا أصبحت هي الأخرى
والمراجع السابقة وهي قليلة ،ما سيجعلنا أمام
صعوبات ذات صلة بالإلمام بالديوان -موضوع ذات شهرة عالمية ،ومن أعلامها اليابانيين نذكر:
البحث -واستيفائه حقه من الاستقراء والتقصي تيكان يوسانو ( ،)1935 -1873يوشيكو ماكاجيما
من خلال نمط شعري أقل شيو ًعا وانتشا ًرا في ( ،)1927 -1886ساموي ميكاوا (،)1990 -1903
ثقافتنا العربية ،وذلك في على صعيد مكونات البنية
أكيكو يوسانو ( ،)1942 -1878يوشيمو كوندو
من الدلالة والمعجم والصورة والإيقاع. ( ،)2006 -1913ميكو غوتو (،)1978 -1898
من حيث الشكل هيروهيكو أوكانو( ،)-1924هيديوكي كوناكا
( ،)2001 -1937هيروشي يوشيكاوا ()-1969
قدم محمد حلمي الريشة في هذا الديوان 167تان ًكا.
توزعت في أغلبها على خمسة أسطر ،ولم تحافظ على وغيرهم..
ما هو مقطعي أو صوتي في الأصل الياباني للتانكا.
إشكالية الدراسة وفرضياتها وعناصرها
فكما ذكرنا ساب ًقا ،فإن هذا النمط من القصائد
تتفاوت وحداته الصوتية -المقطعية من 5إلى .7 تطرح هذه الدراسة إشكالية هذا النوع من القصائد
إذ يبدأ السطر الأول بخمسة مقاطع وكذلك السطر التي حاول كاتبها أن يوطن قصيدة التانكا في
الثالث ،فيما بقية الأسطر أو المقاطع الثانية والرابعة
والخمسة يكون عددها سبعة .وهنا لا بد من التنبيه المحيط العربي ،أو بالأحرى أراد أن يعربها محاو ًل
إلى أن الوحدة الصوتية في اللغة اليابانية تختلف التجديد بما يتلاءم مع البيئة الثقافية والشعرية
عن مثيلتها في اللغة العربية .كما أن شكل الكتابة في العربية بالخصوص .لذلك سنركز في هذا البحث
اللغة اليابانية يكون من اليسار إلى اليمين مثلما هو على ما هو أصيل ينتمي إلى الثقافة اليابانية ،أو
الحال مع عديد اللغات المتفرعة عن اللاتينية ،وهو
عكس الحال في اللغة العربية التي تكون كتابتها بالأحرى إلى التانكو الياباني وقواعده وجمالياته،
من اليمين إلى اليسار .حينئذ ثمة ما هو أساسي وبين ما هو تحديث وتعريب لهذا النمط لدى محمد
وشكلي ،وهو انزياح الكاتب العربي للتانكا عن حلمي الريشة .ما هي أوجه الاختلاف؟ وما هي
الأصل الشكلي للقصيدة ،وهذا الانزياح أو العدول السمات الجمالية والغرضية؟
ستتبعه انزياحات أخرى على صعيد توزيع الأسطر
في الفضاء البصري وعدم احترام ما هو صوتي أو كما تجدر الملاحظة إلى أنه من بين أهداف هذه
الدراسة هو استطلاع ظاهرة قصيدة التانكو في
مقطعي في الأصل .إننا أمام بحث غير مألوف لا محيطها العربي والتعريف بها لدى القراء من خلال
سيما وأن التانكا كانت في البداية شك ًل من أشكال دراسة نماذج منها وتقصي تقنياتها وموضوعاتها
«الواكا» ،وهي أغنية شعبية يابانية قصيرة ،ومن وأسسها الفنية بالاعتماد والمقارنة بين الأصلي في
التانكا والعربي المستحدث.
سنتناول ذلك كله في أربعة عناصر رئيسية هي
تبا ًعا :الشكل ،والمضمون ،واللغة ،والإيقاع ،انطلا ًقا
مما تفصح عنه النصوص ،محاولين تجنب الأحكام