Page 103 - ميريت الثقافية- العدد رقم 22 أكتوبر 2020
P. 103
نون النسوة 1 0 1 حياتها بالعصافير.
بعض النصوص تتخذ طاب ًعا حا ًّدا وعني ًفا ،وتمثل
الميلاد ،أو هو أصيل وأساسي فيها ،وكان محتم ًل
أو متوق ًعا أن يتغير ،لكنها مع إطلاق الرصاص مغايرة للنمط الهامس السائد ،وكس ًرا لرتابة
اكتشفت بقاءه .في حال من الفانتازيا التي يتم السمت الأنثوي ،وهذا العنف إن كان أنثو ًّيا لأنه
توظيفها في بنية حال شعورية متسقة ،لأن تلك مازال منسو ًبا لفاعل مؤنث تتملكه روح وحشية
الروح المتمردة على الحياة وتفاجأ بالخلود هي أو متمردة ،تتسم بالصبيانية والتمرد ،إن كان
كذلك متمرد على الهوية الأنثوية أحيا ًنا ،وربما يمكن رؤيتها في حال من الطفولة المستمرة ،وتتسم
بالبربرية والوحشية إن تم ترجيحها باتجاه النضج
نستنتج ذلك من إلقاء النهد في سلة المهملات بعدما أو التقدم في العمر ،بوصفها حال من التمرد الناتج
يخرجه الأطباء بمناجلهم المسنونة .فهي حال قد عن وعي أكبر بأشكال الشر في الحياة ،أو مصادر
ترتد إلى تصوير مرضي ،أو أساس يرتبط بالمرض، الخوف والقلق فيها .ومثال الحال الأخيرة ما
وربما كذلك ترتد إلى نوع لا وا ٍع من التمرد على يتشكل من ملامح الأنثى العنيفة أو القاسية حتى
مع نفسها ومفردات جسدها ،في النص الذي تطلق
الأنوثة التي تصبح عبئًا أو إطا ًرا يحدها ويحاصر فيه الرصاص على نفسها بعدد كبير ،وتبقى بعدها
الذات في قفص ما. حية لأن دمها منزه عن الموت ،والجمال يبدو في
الحقيقة هي مجموعة شعرية ثرية وحافلة بتصوير التعبير الشعري نفسه الذي يقول (مازال دمي
ومقاربة حالات نفسية عديدة ،وجديرة بالقراءة، من َّز ًها عن الموت) ،وكأن هذا الخلود ساكن فيها من
وتحمل طاقات عديدة من المتعة والتشكيلات
الجمالية الخاصة بصوت بهية طلب الشعري،
ومشروعها الخاص