Page 104 - ميريت الثقافية- العدد رقم 22 أكتوبر 2020
P. 104
العـدد ١٩ 102
يوليو ٢٠٢٠
د.محمد صلاح زيد
الكتابة الشعرية الجديدة:
فوضى الذات /فوضى النص
أملك قنينة ماء ينتمي شعر «بهية طلب» من خلال ديوانها
وبيادة «طرق فاشلة لاستعادة الأحبة»( )1إلى هذا النحو
وطري ًقا
من القصيدة الشعرية ذات الملمح الحداثي ،التي
تركوني على أطراف الحرب أحرس جس ًرا تماهي بين التخييل وحالة المروق الوجداني ،في
كلما هششت الشمس عن عيني يدخل الصقيع إلى سعي واضح إلى تخطي الشكل التقليدي للقصيدة
الشعرية القديمة ،فشعرها يعقد مواجهة مع أسئلة
عظامي سرمدية يحفل بها الوجدان .من هنا يتجلى التخييل
وأنتفض للتذكر الشعري لديها؛ ليستمد جماليته من مسارات التأمل
والدماء التي قذفني بها الأعداء والأصدقاء والمراجعة لمفردات الحياة في اقترانها بالمطلق ،دونما
وأشتهي سيجارة وأغنية أدندنها
ما أفظع الحرب! الخضوع لاشتراطات النسق التقليدي لها.
عيني لا تبصر جس ًرا
لكنهم تركوني هنا الصورة المفارقة
معي» (ص.)5
فمنذ البداية يكشف النص عن الاغتراب الذي تعاني تأتي قصائد ديوانها «طرق فاشلة لاستعادة
منه الذات ،فهو اغتراب يلازمها حتى نهايته ،أمام الأحبة» في بنية فنية يتصل فيما بينها التخييل
سلطة عدم الاكتمال ،والتشظي ،لذا كانت الإمكانات الشعري عبر صو ٍر مفارق ٍة أكثر انشدا ًدا لصنعة
التخييلية في النص كاشفة لتلك الحياة المحجوبة الخيال والتخييل ،لتلك الكيانات الذاتية الغائبة
غير المكتملة (تركوني على أطراف الحرب /يدخل والمحجوبة ،ما يجعل كل شيء يتشظى ويتقطع
الصقيع إلى عظامي /أنتفض للتذكر /تركوني هنا داخل الصور الشعرية لديها ،تتحدث الشاعرة
معي) ،وهو عدم اكتمال ،وحصار للنفس في الغياب في أحد المقاطع الشعرية داخل الديوان عن حالة
يتفاعل مع الصور الشعرية المتشظية داخل النص، التشظي والسديم الناتج عن انعدام الاكتمال ،فقدان
ويسهم في بنائها وتطورها والتفاعل مع عناصرها الحياة ،وداع وارتباك ،فوضى الذات /فوضى
البصرية الموحية والدالة لما يلفها من مشاهد
النص ،فتقول:
«أنا جندي