Page 107 - ميريت الثقافية- العدد رقم 22 أكتوبر 2020
P. 107
105 يقول الشاعر الفرنسي رينه شار»(.)5
وفي مقطع شعري أخير تتواتر هذه الصور
من الجماليات المؤطرة للتشظي ،كما تعبر عنها المتشظية عبر إمكانات التخييل للنص الشعري
الحكايات المتنوعة متمثلة بجماليتي التبنين الرمزي لدى الشاعرة؛ لتؤكد على عبثية الحياة داخل الذات
الشاعرة لها وفوضى الذات ،على اختلاف السياقات
وتصوير عالم الذات الشاعرة الفوضوي. والجماليات والإنكارات التي عقدت بها الشاعرة
ختا ًما :إن طبيعة الشعر لديها هي أن يرى أو الموازنة بين الواقع المؤسي والحقيقة الفاجعة
ينبيء ،فمهمة الشعر عندها تسعى إلى غايتين هما: المتوسل بها لدى كل سياق منهما على حدة ،فلقد
الإنباء بما سيكون وتجاوز ما هو كائن ،لذلك فإنه لامسا وبسخرية لاذعة وألم كبير توتر الذات
يخرج «من حيز الدراج والذائع ويدخل ضمن دائرة الشاعرة ،وعبرا عبر إمكانات التخييل الشعري
الاحتمالي الرؤيوي»( .)8فشعرها يبتعد عن المعهودية للصورة لديهما عن عبثية ذلك الواقع المؤسي،
والمألوفية ،ويقترب من التوقعية والترقبية ،وهذا ما المتمثل في فوضى الذات وفوضى النص ،وتلك
الحقيقة الفاجعة .إن الشعر ما انفك عن سعيه
يؤهله للدخول في عالم شعرية الحداثة. الدؤوب «إلى استشراف ما ينبغي أن يكون باعتباره
الصورة الرمزية المعادلة لما هو كائن ،وحين يدرك
الهوامش: الشاعر هذه القيمة يتلبس بها»( .)6تقول الشاعرة:
-1انظر ،بهية طلب ،طرق فاشلة لاستعادة الأحبة، «أنا مدثرة هنا على سريري
ديوان شعر ،سلسلة أصوات أدبية ،الهيئة العامة وأقوم من نومي أصرخ
لقصور الثقافة ،القاهرة2017 ،م.
كنت في الحلم بائعة الكبريت التي بلل المطر أعواد
-2انظر ،د.إحسان عباس ،اتجاهات الشعر العربي ثقابها
المعاصر ،سلسلة عالم المعرفة ،المجلس الوطني
لا ضوء هنا
للثقافة والفنون والآداب ،الكويت ،فبراير 1978م، لا دفء هنا
العدد ،2ص.112 المجد للخوف والحزن والوحدة»( .ص)101
لقد كانت العودة مرة أخرى في نهاية النصوص
-3خيرة ُحمر العين ،جدل الحداثة في نقد الشعر الشعرية لديها إلى التيه والضياع والغرق والاغتراب
العربي (دراسة) ،منشورات اتحاد الكتاب العرب، والإخفاق والهزيمة ،حيث تتقدم الحكاية الإطار
المتعلقة بالمعطل والتائه «الذات الشاعرة» عبر
دمشق1996 ،م ،ص.81 صور شعرية متداخلة ،مخترقة بحكايات فرعية
-4أحمد بن محمد إبليلة ،شعرية الحداثة عند تمثلها صور شعرية متوازية معها ،تتخذ أحيا ًنا
أدونيس ،ماجستير ،كلية الآداب ،جامعة وهران، صفة الحكاية الشعرية الأساس .فيتأسس المتخيل
2015م ،إشراف د.محمد الأمين خلادي ،ص.77 الشعري داخل الصورة على جمالية «التجاور
-5د.غالي شكري ،شعرنا الحديث إلى أين؟ ،دار الحكائي التصويري»؛ «حيث يتمفصل المتخيل
الشروق( ،القاهرة -بيروت) ،ط (1991 ،)1م، الشعري إلى حكايات فرعية مرقمة ترقي ًما
تصاعد ًّيا»( ،)7كل حكاية تعضد الحكاية الإطار
ص.114 وتدعمها .فجاءت بوصفها حكايات شعرية متشظية
-6د .محمد مشعل الطويرقي ،شعرية النبوءة بين متاهية تؤكد على حيوات غير مكتملة ،ونازفة،
متصارعة؛ لتعمق سؤال التيه داخل ذواتها الشعرية
الرؤية والرؤيا :تجليات زرقاء اليمامة في الشعر الهائمة بين الصور المتعددة ،والمحاكية لها ،تطفو
العربي المعاصر ،مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشاعرية على لغتها التصويرية ،وتظهر الكثير
اللغات وآدابها ،العدد الثاني( ،رجب 1430ه/
يوليو2009م) ،ص.226
-7انظر ،عبد الرحمان تمارة ،سردية التشظي،
إعداد اللجنة الثقافية لجمعية الباحثين الشباب في
اللغة والآداب ،مطبعة ،PABAT NET MAROC
ص.54
-8أسامة إسبر ،أدونيس :الحوارات الكاملة (،)2
(1986 -1981م) ،بدايات للنشر والتوزيع ،سوريا،
ط (2010 ،)1م ،ص.15