Page 171 - ميريت الثقافية- العدد رقم 22 أكتوبر 2020
P. 171
169 الملف الثقـافي
الهوامش:
* أستاذ الفلسفة الإسلامية ،بكلية الآداب جامعة المنيا.
-1نجد هذه الآليات للنقد في جملة المعاني اللغوية للنقد ،فلقد ورد في معاجم اللغة بمعان متعددة منها:
التمييز :بين الصحيح والزائف ،والتحقق ،وإمعان النظر ،والمناقشة .انظر في ذلك :الرازي :مختار الصحاح ،دار
الكتاب الحديث ،الكويت١٤١٤ ،ه1994 -م ،الطبعة الأولى ،ص ،٢٨٨وابن منظور :لسان العرب ،دار المعارف،
باب النون ،مادة :نقد٤٥١٧ ،ه ،ولا يبعد المعني اللغوي عن المعنى الاصطلاحي كثي ًرا ،ذلك المعني الذي اكتسبه
منذ أواخر القرن الرابع الهجري ،وعلى وجه الخصوص منذ «قدامة بن جعفر» الذي يعد كتابه «نقد الشعر»
أول عمل أدبي يحمل عنوانه كلمة «نقد».
-2انظر نيبرج :مقدمة تحقيقه لكتاب الخياط :الانتصار والرد على ابن الراوندي الملحد ،دار الكتب المصرية،
القاهرة1925 ،م ،ص.47
-3ليس من شك في أن المتصفح للقرآن الكريم يدرك من أول وهلة المنزلة المهمة التي أنزلها للعقل وفعاليته
في المنظومة الفكرية( .انظر على سبيل المثال :سورة البقرة آيات ،242 ،171 ،164 ،76 ،75 ،72 ،40 :وسورة
آل عمران آيات ،118 ،65 :والمائدة آية ،85 :والأنعام ،آيات ،151 ،32 :والأعراف آية ،169 :ويونس آيات،16 :
،100 ،42وهود آية ،51 :ويوسف آيات ،109 ،2 :والرعد آية ،4 :والنحل آيات ،67 ،12 :والأنبياء آيات،10 :
،67والحج آية ،46 :والمؤمنون آية ،80 :والنور آية ،61 :والشعراء آية ،28 :والقصص آية ،60 :والعنكبوت
آيات ،63 ،43 ،35 :والروم آية ،43 :والصافات آية ،178 :وغافر آية ،67 :والحجرات آية ،4 :والحشر آية:
،14والقرآن الكريم يصف العقل بـ»اللب» أي جوهر الإنسان وحقيقته ،وهو أداة الإنسان في العبور من
الجهل إلى العلم ،لأنه أداة :التفكير ،والنظر ،والاستدلال ،والقياس .وعبر القرآن الكريم عنه بـ(النهى) ،جمع
نهيه بمعني العقل (انظر ابن منظور :لسان العرب ،مادة «نهى» ،فهو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ،وقد
ورد هذا المعنى في سورة طه آيات )128 ،54 :كما أطلق عليه القرآن الكريم «التدبر» و»الاعتبار»( .انظر سورة
الحشر آية ،29 :وآل عمران آية ،13 :ويوسف آية ،111 :والمؤمنون آية 21 :والنحل آية ،66 :والنور آية،44 :
والنازعات آية ،26 :والنساء آية ،82 :ومحمد آية ،24 :والمؤمنون آية ،68 :وص آية ،29 :وكلها تشير إلى أن
التدبر «يقصد به :التفكير ،والروية ،والتأمل ،والاستدلال ،والتثبت ،والتمييز بين المذاهب ،والآراء ،والأفكار،
ومن ثم أوجب النظر العقلي على الإنسان .انظر تفصي ًل كتابي :إعادة بناء علم الكلام عند الأستاذ الإمام محمد
عبده ،دار قباء ،القاهرة1998 ،م ،ص 27وما بعدها.
-4الغزالي :المنقذ من الضلال ،بتحقيق الدكتور عبد الحليم محمود ،ضمن كتابه قضية التصوف ،دار
المعارف ،القاهرة1981 ،م ،ص.329
-5نجد الجنيد -من صوفية الإسلام -يذهب في تفسير الحديث إلى القول بأن النفس الإنسانية ،مطبوعة
منذ الأزل على التوحيد ،قبل وجود النفس واتصالها بالبدن ،مستشه ًدا بالآية القرآنية الكريمة التي تسمى
عند الصوفية بآية «العهد» أو «الميثاق» ،وهي قوله تعالي« :وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم
وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم؟ قالوا بلي شهدنا» (الأعراف آية )115وانظر الدكتور التفتازاني :مدخل
إلى التصوف الإسلامي ،دار الثقافة ،القاهرة1983 ،م ،ص.115
-6الغزالي :إحياء علوم الدين ،القاهرة1343 ،ه ،ج ،1ص.108
-7الغزالي :المنقذ من الضلال ،ص.330
-8لنا تعليق مطول على هذا الحديث في كتابي مدخل إلى علم الكلام ،دار قباء ،القاهرة2001 ،م ،ص 153وما
بعدها.
-9الغزالي :الاقتصاد في الاعتقاد ،ص.329