Page 175 - ميريت الثقافية- العدد رقم 22 أكتوبر 2020
P. 175
173 الملف الثقـافي
الأكاذيب بات التفكير التفكير النقدي هو أخلاقيات التفكير النقدي في الفلسفة الإسلامية..
النقدي هو الملاذ الوحيد بين الغزالي وابن رشد
أمام إنسان هذا العصر، أحد المهارات الهامة، د.ماهر
حتى يمكنه التمييز بين والضرورية ،لتحقيق عبد المحسن
الحقيقي والمزيف ،غير أن رؤية علمية للأمور التي
طوفان المعلومات من ناحية، تحيط بالإنسان ،سواء
وتغليب المصالح الشخصية على المستوى الثقافي أو
من ناحية أخرى ،قد أديا إلى
إهدار فضيلة النقد بحيث الاجتماعي.
صار الانقياد والتسليم وأهم ما يميز التفكير النقدي
هما السمتان الغالبتان على
مواقف الغالبية العظمى من أنه يساعد في عدم قبول
أي نوع من المعرفة إلا بعد
الناس.
وفى هذا السياق ،تبرز فحص ودراسة للأسس
الحاجة إلى إحياء هذه التي تقوم عليها ،والتأكد من
الفضيلة ،والعمل على
اكتساب المهارات اللازمة جدارتها بالتصديق العقلي.
لممارسة نقدية عقلية واعية. والحقيقة أن ممارسة النقد
وبالرغم من الخطوات
الكبيرة التي قطعتها النظرية مسألة تميز الإنسان،
النقدية في الفكر الغربي عمو ًما ،عن سائر الكائنات،
المعاصر ،إلا أن العودة وبهذا المعنى ،فهى لا تقتصر
للتراث العربي الإسلامي
تعد خطوة ضرورية من على عصر دون عصر ،أو
أجل بناء الوعي النقدي. مجتمع دون مجتمع ،إلا أنها
تقتصر على نوع من الناس
والحقيقة أن التراث دون آخر .وفى هذا السياق،
الإسلامي يزخر بالعديد
من الممارسات النقدية التي يفرق ابن رشد بين نوعين
من البشر :عوام (الجمهور)
طالت السياسة والفكر
والاجتماع ،وأنتجت وخواص (العلماء) ،بحيث
تقتصر القدرة على ممارسة
نصو ًصا كانت من الأصالة النقد والتأويل على الخواص.
والعمق بحيث احتوت على
ويذهب الغزالي إلى الرأي
مضامين فكرية مازالت نفسه بعد أن يضيف إليه
قادرة على مخاطبتنا حتى
طائفة ثالثة هي «أهل
الآن .ولعل فى السجال الجدل» .والخواص ،وف ًقا
الفكري الذى دار بين للغزالي ،هم أصحاب الذكاء
الغزالي وابن رشد ،رغم بعد والبصيرة ،وبلغة العصر هم
المسافة الزمنية بينهما ،حول المثقفون الذين يمتلكون من
الفلسفة ،ما يؤكد كلامنا. الأدوات المنهجية ما يم ّكنهم
من التحليل والتفسير ،ومن
ثم القدرة على إعادة القراءة
والمراجعة.
وفى ظل عالم غارق في