Page 193 - ميريت الثقافية- العدد رقم 22 أكتوبر 2020
P. 193
191 الملف الثقـافي
تحدث فيه باحث آخر قائ ًل: تعرضت الفلسفة كأحد إشكالية علاقة الفقهاء بالفلسفة ومحاصرتها
«إن الصراع بين الفلسفة في المجال الإسلامي العام
أهم العلوم العقلية لمحن كثيرة،
والدين ليس عا ًّما او مطل ًقا، وحسب قول الإمام الشافعي
فلا الفلسفات كلها رافضة
أو ملحدة ولا الدين اتخذ من «ما جهل الناس ولا اختلفوا إلا
الفلسفات كلها موق ًفا سلبيًّا، لتركهم لسان العرب وميلهم إلى
ولقد كان يشتد الصراع بينهما لسان أرسطو»( .)1وفي الحقيقة
لدرجة إلغاء بعضهما البعض(.)4
ثم عاد الحديث عن محاولات فقد شكلت الجملة السابقة
التقريب بين الفلسفة والدين نمط حياة وتفكير في الكثير من
قائ ًل بأن الفلسفة تصل عن المراحل التاريخية التي مر بها
طريق العقل إلى الحقائق نفسها
التي يقرها الدين عن طريق العالم الإسلامي.
الوحي( .)5ورغم ذلك فقد احتدم وفي الحقيقة تعتبر علاقة
الصراع بين النزعتين الدينية الفلسفة بالفقهاء المحور الأكثر
والعقلية في التراث الإسلامي(.)6 خطورة ،فلم تكن العلاقة بين
وفي الحقيقة فلم يكن مستق ًّرا الطرفين علاقة اتصال بل كانت
ولا مري ًحا بل كان في معظم علاقة انفصال بامتياز ،فكانت
الأحيان مضطر ًبا ا ُتهم المشكلة الأكبر التي واجهت
فيه الفلاسفة بالبدع الفلسفة منذ بداية ظهورها
والكفر ،كما عدم قبول أهل التشريع لأعمال
حوصرت الفلاسفة( ،)2ففتاوي عدة
أعمالهم صدرت لتكفير الفلاسفة
ومنع كتبهم كانت
ممهورة برأي أو
طلب أو فتوي من
فقيه ،لذا يتساءل
أحد الباحثين قائ ًل:
هل تنمو الفلسفة في
أرض الدين؟()3
وهو ما
د.محمد فياض