Page 36 - ميريت الثقافية- العدد رقم 22 أكتوبر 2020
P. 36
العـدد ١٩ 34
يوليو ٢٠٢٠
العربي بسبب عوامل تاريخية وجغرافية وثقافية، الحديث واضحة لا لبس فيها ،وهي تمزج بين
اجتمعت لها لتجعل منها المجتمع العربي الذي الماضي الغابر وحاضر القرن التاسع عشر.
ساهم أكبر مساهمة في تطور الرواية ..بينما كان ولا عجب أن يكون جزء كبير من التتبع التاريخي
مسار تطور الرواية يمضي على نحو مشابه في الذي اعتمده روجر ألن قد استند فيه إلى كتاب عبد
أقطار أخرى في المنطقة»)13(. المحسن طه بدر (تطور الرواية العربية في مصر)،
ولم يأت روجر ألن بنموذج لرواية غربية ترجمت الذي فيه عد رواية (زينب) رواية فنية ،مع أنها
إلى اللغة العربية ثم قلدها كاتب عربي معين أو في تجنيسها أقرب إلى القصة ،وفي بنائها تفتقر إلى
جوانب فنية مهمة في العمل الروائي ،كما أن مؤلفها
اقتبسها في عمل أدبي ،ليدلل على استيراد التقاليد لم يصرح باسمه إلا في الطبعة الثانية عام .1929
استيرا ًدا ،وحتى لو افترضنا وجودها فإنها لن
ولو اعتمد ألن على مرجع آخر لتمكن من بلوغ
تكون تقلي ًدا أعمى ،والسبب أن الكاتب العربي من الحقيقة التاريخية في الرواية العربية ،كما أن
المويلحي إلى هيكل مهموم بالواقع من حوله ،غير تاريخ مصر السياسي يشير إلى أنها منذ عام
متنا ٍس تقاليد السرد القديم التي لم يقلدها ،وإنما 1919شهدت احتدامات سياسية واجتماعية
كانت سببًا فيما أكده روجر ألن من وجود فجوة
استلهمها في خدمة الواقع ومشكلاته. بين ظهور رواية (زينب) وظهور روايات توفيق
والغريب استخدام روجر ألن لتعبير (تقاليد الكتابة الحكيم والعقاد والمازني ،بينما الأمر لم يكن كذلك
في العراق ،إذ لم يشهد فجوة ما بين العشرينيات
الكلاسيكية أو الكلاسيكية الجديدة) ،بسبب ما والثلاثينيات ،فلقد واصل الروائيون نشر رواياتهم،
تنطوي عليه من غموض ،فلا ندري هل المقصود فكتب ذو النون روايتيه الدكتور إبراهيم واليد
منها التقاليد السردية الأوربية أم التقاليد السردية والأرض والماء ،ونشر عبد الحق فاضل روايته
مجنونان ،وكذلك في اقطار عربية أخرى ظهرت
العربية التليدة؟ أعمال مهمة مثل رواية (الرغيف) للبناني توفيق
ومن الكتَّاب العرب الذين وجدهم متأثرين بالتقاليد يوسف عواد ،ورواية (الوارث) للفلسطيني خليل
الكلاسيكية الخاصة بفن المقامة سليمان فيضي بيدس.
الموصلي العراقي ،الذي كتب الرواية الإيقاظية ويعلل روجر
1919واعتبرها روجر العكاظية ،واعتقد أن الاسم ألن أسباب
مأخوذ من الصحيفة التي كان يصدرها فيضي التطور
وهي عكاظ )14(.والصحيح ان التسمية مأخوذة من التاريخي
توظيف الحلم أو الرؤيا موضو ًعا ،الغاية منه النقد للرواية
المصرية،
فيقول:
«إننا اخترنا
مصر بالذات
كنموذج
للمراحل
المبكرة من
تطور تقاليد
الرواية
في العالم