Page 38 - ميريت الثقافية- العدد رقم 22 أكتوبر 2020
P. 38
العـدد ١٩ 36
يوليو ٢٠٢٠
بعض شخصياتها «عبارة عن أنماط
بشرية أكثر من كونها شخصيات
من الناس الفعليين الذين ينبضون
بالحياة»( )21وعقب على رأي عبد الله
العروي الذي فيه أكد أن القضية
الفلسطينية هي القضية العربية
الأولى في سلم أولويات المثقف
العربي ،قائ ًل إن قضية الصراع
بين الشرق والغرب هي الأوسع،
وأضاف« :أ ّن المواجهة مع إسرائيل
هي سمة واحدة ،وإن كانت أهم محمد غنيمى هلال عبد المحسن طه بدر عبد الرحمن منيف
السمات هي في قضية أكبر ،هي قضية
الصدام والصراع بين ثقافتي الشرق والغرب»)22(.
كبيرة من الفصل الثاني للكتاب ،ومن تلك الأحداث وهو ما أتاح له مغادرة موضوعة الصراع العربي
الإسرائيلي إلى قضية الثورة ضد المستعمر ،والرغبة
حرب حزيران والحرب الأهلية اللبنانية وطرد
شاه إيران وبروز حركة الطائفة الشيعية ،والحرب في التحرر والاستقلال ،مفي ًدا مما في روايات نجيب
العراقية الإيرانية وغزو الكويت وحرب الخليج وما محفوظ الذي عده «مؤسس التقاليد الناضجة
رافقها من تدمير البنية التحتية الاجتماعية للعراق ،للرواية العربية»( ،)23واج ًدا في معالجاته الاجتماعية
ونزاعات جنوب السودان ونزاع الصحراء الغربية صلة بالوقائع التفصيلية للحياة اليومية.
ويتناول بالدراسة روايات لكتّاب مصريين
وصراع مع الأكراد ،لكنه لم يشر إلى الصراع
العربي الإسرائيلي مباشرة كأحد القضايا السياسية وعراقيين ولبنانيين ومغاربة ،مثل غائب طعمة
فرمان وغانم الدباغ وإسماعيل فهد إسماعيل
المهمة وإنما طرقه في خضم الحديث عن الهوية
وتوفيق يوسف عواد وصدقي إسماعيل والطاهر
القومية.
ومن أهم موضوعات الرواية العربية الحديثة التي وطار وعبد الكريم غلاب ،وغيرهم ممن تناولوا
موضوعة الاستقلال والنضال ضد المستعمر.
كان نقاد الرواية العرب قد درسوها متجاوزين
ويتسع نطاق البحث في موضوعة الكفاح والنضال
الحدود القطرية في تقييم النتاج الروائي العربي
ليشمل الصعيد المحلي الخاص بكل بلد عربي على
حدة .منتق ًل انتقالة مخصوصة إلى لبنان مستقصيًا موضوعة الهوية القومية ،ومعالجة مواضيع ما
الروايات التي تناولت موضوعة الحرب الأهلية
وراء الطبيعة والثورة والنضال وعلاقة الريف
بالمدينة والمرأة وتحررها والفرد والحرية في روايات
في بيروت كروايات غادة السمان والياس خوري ذي النون أيوب والبشير الخريفي وعبد الرحمن
وآخرين. الشرقاوي ويوسف القعيد وفتحي غانم ونجيب
ويخصص وقفة مناسبة للروائي والناقد سهيل محفوظ وسهيل إدريس ،وروائيات عربيات مثل
ليلى بعلبكي وكوليت خوري وغادة السمان وحنان إدريس ،باحثًا في موضوعة علاقة الشرق الأوسط
بالغرب ،ليجده قد «لعب دو ًرا هائ ًل في رعاية
تطور الأدب العربي الحديث بحكم كونه رئيس الشيخ واميلي نصر الله.
وقد خصص وقفة مناسبة عند الرواية الفلسطينية
تحرير مجلة الآداب ولفترة طويلة من الزمن»(،)24 مستقصيًا عد ًدا منها كروايات غسان كنفاني وجبرا
وتناول روايته الحي اللاتيني بالتحليل ،واتبعها إبراهيم جبرا وإميل حبيبي وسحر خليفة وليانة
بدر ونبيل خوري ورشاد ابو شاور وحليم بركات .برواية موسم الهجرة إلى الشمال للطيب صالح،
ثم الأشجار واغتيال مرزوق وشرق المتوسط لعبد والمحصلة أنه يؤاخذ هذه الروايات مجموعة ،كون