Page 37 - ميريت الثقافية- العدد رقم 22 أكتوبر 2020
P. 37
35 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
القصة صارت في العصر الحديث «أعظم الأجناس الواقعي بقصد إيقاظ الناس على حقيقة واقعهم
الأدبية خط ًرا وأحفلها بالآراء الفلسفية الاجتماعية الذي يعيشونه .ولقد تأثر سليمان فيضي بالرواية
والنفسية ،وأمسها بمشكلات الإنسان وعصره، التركية مثلما تأثر بالمقامة بسبب التماس الحميم
وفيها يصور الإنسان لا على أنه نموذج عام يصلح بين العراقيين والأتراك آنذاك ،وكانت روايات نامق
لكل عصر وبيئة ..وليست القصة الحديث تقري ًرا كمال مؤثرة في أغلب كتّاب القصة القصيرة في
عن التجربة ولكنها تصوير حي للتجربة» )17(.ولم العراق.
يشر إلى أن رواية (زينب) هي أول رواية عربية.
ووقف روجر ألن عند الروايات السورية واللبنانية ولا يخفى أن القصة القصيرة في العراق كانت
قد شهدت تقد ًما ليس في ما قبل 1939كما أشار
والفلسطينية مثل الأجنحة المتكسرة والأرواح
المتمردة لجبران خليل جبران ،1908ومذكرات روجر ،وإنما فيما بعدها أي ًضا ،سابقة القصة
الأرقش لميخائيل نعيمة ،1917وروايات السوري القصيرة العربية في توظيف تيار الوعي والتداعي
معروف الأرناؤوط ،1929وشكيب الجابري الحر واستلهام المذاهب الجديدة في التعبير عن
وروايته نهم ،1937التي عدها أول رواية سورية، الواقع والتاريخ والوجود.
والفلسطيني خليل بيدس وروايته الوريث 1920 ومما ذكره روجر ألن من الأعمال الروائية العربية
التي عدها أول رواية فلسطينية ،والتونسي محمود قبل 1939روايتا محمود أحمد السيد (في سبيل
المسعدي ،والجزائري أحمد رضا وروايته غادة ام الزواج) 1921التي عدها رومانتيكية ميلودرامية،
القرى ،1947كأول رواية جزائرية كتبت بالعربية،
و(جلال خالد) 1928التي وجدها ذات أثر في تطور
والمغربي عبد المجيد جلون وروايته في الطفولة الرواية العراقية)15(.
1957كأول رواية مغربية مكتوبة بالعربية( ،)18فلم
وتجدر الإشارة إلى أن هناك نقا ًدا مصريين كتبوا
يجد في هذه الروايات أي إسهام في تطور التقاليد في تاريخ الأدب والأدب المقارن ،ولهم تتبعات
السردية العربية ،بل هي محاولات أولى ،منتهيًا إلى
أن «جهود التعريب لم تؤد إلى مساهمة أساسية في تاريخية تخالف بع ًضا مما ذهب إليه عبد المحسن
طه بدر حول التقاليد السردية العربية قديمها
تطور الأدب القصصي العربي»)19(. وحديثها ،ومنهم الدكتور محمد غنيمي هلال
وانتقل الناقد إلى منطقة الجزيرة العربية واق ًفا عند
التحولات التي شهدتها مجتمعات هذه المنطقة إبان الذي درس تطور القصة عند العرب ،وأكد أن «في
اكتشاف البترول وما لحقها منه من تطور وتمدن. الطور الثاني من ميلاد الأدب القصصي في عصرنا
الحديث أخذنا في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل
وعلى الرغم من تأكيده قلة الأعمال القصصية في
هذه المنطقة فإنه وجدها «تساهم مساهمة أصيلة في العشرين نتخلص
قلي ًل من الاعتماد على
تشكيل تقاليد فن الرواية العربية»)20(. التراث العربي القديم،
ولم يؤشر على نماذج لأعمال روائية أنتجتها هذه
المنطقة ،أو على الأقل يذكر تواريخها التي هي في وبدا الوعي الفني
مجموعها صدرت بعد الحرب العالمية الثانية ،وهو ينمي جنس القصة
من موردها الناضج
تاريخ كانت الرواية في بلدان عربية أخرى قد في الآداب الأخرى»()16
قطعت شو ًطا طوي ًل.
وله رأي توفيقي
وفي ختام تتبعه التاريخي للتقاليد الروائية العربية حول نشأة الأجناس
يصل إلى تحديد التطور في الرواية العربية ويراه السردية عند العرب
حصل في الحرب العالمية الثانية وما بعدها. مفاده التأثر بالسرد
ويخصص لدراسة الأحداث السياسية والاجتماعية العربي القديم
التي ساهمت في نضج الرواية العربية مساحة والغربي الحديث
م ًعا ،واج ًدا أن