Page 162 - شرور شركات الأدوية
P. 162
ﴍور ﴍﻛﺎت اﻷدوﻳﺔ
أﻧﻚ ﻟﻢ ﺗ َﺮ ﻗﻂ أﻳٍّﺎ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻮﻓﻴﺎت المﺸﺌﻮﻣﺔ والمﺜيرة ﻟﻠﺪﻫﺸﺔ .وﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ أن ﻳﺘﻨﺎوﻟﻪ ﺧﻤﺴﻮن
أﻟﻒ ﺷﺨ ٍﺺ ﺣﺎل ﻃﺮﺣﻪ ﰲ اﻟﺴﻮق ،ﻓﻘﺪ ﺗﺘﻮﻗﻊ أن ﺗﺮى ﺣﻮاﱄ ﻋﴩ ﺣﺎﻻت اﻧﻔﺠﺎر ﻣﺜﻞ
ﻫﺬه ﺑﺼﻔ ٍﺔ إﺟﻤﺎﻟﻴﺔ )إذ إﻧﻪ ﰲ المﺘﻮﺳﻂ ﻳﺘﺴﺒﱠﺐ ﰲ اﻧﻔﺠﺎر واﺣ ٍﺪ ﻣﻦ ﻛﻞ ٥٠٠٠ﺷﺨﺺ(.
واﻵن إذا ﻛﺎن ﻋ ﱠﻘﺎرك ﻳﺴﺒﺐ أﺛ ًﺮا ﺳﻠﺒﻴٍّﺎ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﻨﺪرة ،ﻣﺜﻞ اﻻﻧﻔﺠﺎ ِر اﻟﺴﺎﺑﻘ ِﺔ اﻹﺷﺎر ُة
إﻟﻴﻪ ،ﻓﺈﻧﻚ ﺗﻜﻮن ﻣﺤﻈﻮ ًﻇﺎ ﺣ ٍّﻘﺎ ﻷن اﻵﺛﺎر اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ »اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ« ﺗﻜﻮن ﺑﺎرزة؛ إذ ﻣﺎ ﻣﻦ ﳾءٍ
ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻳﺤﺪث ﰲ واﻗﻊ اﻷﻣﺮ .وﺳﻴﺘﺤ ﱠﺪث اﻟﻨﺎس ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻋﻦ المﺮﴇ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﻔﺠﺮون ،ﻛﻤﺎ
ﻳﻜﺘﺒﻮن ﻋﻨﻬﻢ ﰲ ﺗﻘﺎرﻳﺮ ﻗﺼيرة ﰲ دورﻳﺎت أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ،ورﺑﻤﺎ ﻳﺒﻠﻐﻮن اﻟ ﱡﺴﻠﻄﺎت المﺨﺘﻠﻔﺔ،
وﻗﺪ ﻳُﻌ ﱠين ﻣﺤﻘﻘﻮن ﻟﻠﺘﺤﻘﻴﻖ ﰲ أﺳﺒﺎب اﻟﻮﻓﻴﺎت ،وﻋﻤﻮ ًﻣﺎ ﺳﻮف ﺗﺪ ﱡق أﺟﺮاس اﻟﺘﺤﺬﻳﺮ،
وﺳﻴﻨﻈﺮ اﻟﻨﺎس ﺣﻮﻟﻬﻢ ﺑﺎﺣﺜين ﻋﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ المﺮﴇ ﻳﻨﻔﺠﺮون ﻋﲆ ﻧﺤ ٍﻮ ﻣﻔﺎﺟﺊ ﰲ وﻗ ٍﺖ
ﻣﺒﻜﺮ ﺟ ٍّﺪا ،رﺑﻤﺎ ﺑﻤﺠﺮد أن ﻳﻨﻔﺠﺮ أوﻟﻬﻢ.
إﻻ أن ﻛﺜيرًا ﻣﻦ اﻵﺛﺎر اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﺞ ﻋﻦ اﻟﻌﻘﺎﻗير أﻣﻮر ﻛﺜيرة اﻟﺤﺪوث ﻋﲆ أي
ﺣﺎل؛ ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻋ ﱠﻘﺎرك ﻳﺰﻳﺪ اﺣﺘﻤﺎل اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ اﻟﻘﻠﺒﻲ ،ﺣﺴﻨًﺎ ،ﻫﻨﺎك اﻟﻜﺜير ﻣﻦ اﻟﻨﺎس
ﺣﻮﻟﻨﺎ ُﻣﺼﺎﺑﻮن ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ اﻟﻘﻠﺒﻲ؛ وﻣﻦ ﺛَ ﱠﻢ إذا وﺟﺪ اﻷﻃﺒﺎء ﺣﺎﻟ ًﺔ أﺧﺮى إﺿﺎﻓﻴﺔ ﻣﻦ
اﻟﻔﺸﻞ اﻟﻘﻠﺒﻲ ﰲ ﻋﻴﺎداﺗﻬﻢ ،ﻓﻤﻦ المﺤﺘﻤﻞ أﻻ ﻳﻼﺣﻈﻮا اﻟﺴﺒﺐ ،وﻻ ﺳﻴﱠﻤﺎ إذا ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﻌ ﱠﻘﺎر
ﻳُﻌﻄﻰ ﻟﻜﺒﺎر اﻟﺴﻦ ،اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻜﺜﺮ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ اﻟﻘﻠﺒﻲ ﻋﲆ أي ﺣﺎل .وﺣﺘﻰ
اﻛﺘﺸﺎف أي ﻣﺆ ٍﴍ ﻋﲆ زﻳﺎدة اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ اﻟﻘﻠﺒﻲ ﰲ ﻣﺠﻤﻮﻋ ٍﺔ ﻛﺒيرة ﻣﻦ المﺮﴇ ﻗﺪ
ﻳﻜﻮن أﻣ ًﺮا ﺧﺎد ًﻋﺎ وﻣﺤ ﱢي ًرا.
وﻫﺬا ﻳﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﻋﲆ ﻓﻬﻢ اﻵﻟﻴﺎت المﺨﺘﻠﻔﺔ المﺘﻌﺪدة اﻟﺘﻲ ﺗُﺴﺘﺨﺪم ﰲ ﻣﻼﺣﻈﺔ اﻵﺛﺎر
اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﺔ ﻣﻦ ِﻗﺒﻞ ﴍﻛﺎت اﻷدوﻳﺔ وﻣﺮاﻗﺒﻲ اﻷدوﻳﺔ واﻟﺠﻬﺎت اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ .وﻫﻲ ﺗﺘﺪ ﱠرج ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ
ﰲ المﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﺜﻼث اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
) (١اﻹﺧﻄﺎرات اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ﻋﻦ اﻵﺛﺎر اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳُﻘ ﱢﺪﻣﻬﺎ المﺮﴇ واﻷﻃﺒﺎء إﱃ ﻣﺮاﻗﺐ
اﻷدوﻳﺔ.
) (٢اﻟﺪراﺳﺎت »اﻟﻮﺑﺎﺋﻴﺔ« اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺤﺚ ﰲ اﻟ ﱢﺴﺠﻼت اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺺ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎ ٍت
ﻛﺒير ًة ﻣﻦ المﺮﴇ.
) (٣ﺗﻘﺎرﻳﺮ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺘﻲ ﺗُﻘ ﱢﺪﻣﻬﺎ ﴍﻛﺎت اﻷدوﻳﺔ.
ﺗُ َﻌﺪ اﻹﺧﻄﺎرات اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ﻫﻲ اﻵﻟﻴﺔ اﻷﻛﺜﺮ ﺑﺴﺎﻃﺔ؛ ﻓﻔﻲ ﻣﻌﻈﻢ المﻨﺎﻃﻖ ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﺣﻴﻨﻤﺎ
ﻳﺸﺘﺒﻪ أﺣﺪ اﻷﻃﺒﺎء ﰲ أن ﻣﺮﻳ ًﻀﺎ ﻣﺎ ﻗﺪ ﺣﺪث ﻟﻪ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻵﺛﺎر اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻨﺎوﻟﻪ
162