Page 109 - m
P. 109
107 نون النسوة
د.نجوى منصور
(الجزائر)
تجليات البوليفونيا وتعدد
الرؤى السردية في رواية
«الكل يقول أحبك»
لـ «مي التلمساني»
أُخذ من الموسيقى وأُسقط على الرواية ،إذ نستطيع اهتم النقد الروائي منذ بداياته وإلى الآن بمجموعة
اعتبار تداخل مجموعة من الأصوات الساردة في
كبيرة من القضايا التي تعتبر أسا ًسا لبناء الرواية
العمل الروائي يشبه طريقة الموسيقيين في استخدام كنص يقدمه الكاتب للناقد من أجل الغوص في ثناياه،
أكثر من نوتة موسيقية واحدة( .)2ويربط العديد من ونجد من أهم هذه القضايا قضية البوليفونيا والرؤية
النقاد تعدد الأصوات بتقنية الحوار ،إذ يقول ميخائيل
باختين إن« :الرواية متعددة الأصوات ذات طابع السردية.
يرى تزفيتان تودوروف أن الرؤية السردية هي
حواري على نطاق واسع ،وبين جميع عناصر «الكيفية التي يتم بها إدراك القصة من طرف
البنية الروائية توجد دائ ًما علاقات حوارية ،أي السارد»( ،)1أي أن السارد هو الوحيد الذي يمكننا
أن هذه العناصر جرى وضع بعضها في مواجهة الاطلاع على الأحداث من خلاله ،لتكون وجهة نظر
البعض الآخر مثلما يحدث عند المزج بين مختلف السارد هي المهيمنة ،لكن كلما ارتفع عدد الساردين
في الرواية تعددت وجهات النظر ،وتغيرت طريقة
الألحان في عمل موسيقي ح ًّقا»( .)3فالحوار إذن سرد الأحداث من سارد إلى آخر ،حتى تصبح الرواية
هو السمة الأبرز التي تبين تعدد الأصوات في العمل
رواية بوليفونية.
الروائي. تعتبر البوليفونيا تعدد الأصوات ،وهي مصطلح
نخلص من التعريفين السابقين إلى أن العلاقة وطيدة