Page 116 - m
P. 116

‫العـدد ‪59‬‬       ‫‪114‬‬

                                                 ‫نوفمبر ‪٢٠٢3‬‬  ‫د‪.‬نهلة راحيل‬

         ‫التعددية الثقافية‬
‫بين الاندماج والازدواجية‪..‬‬

            ‫قراءة في رواية‬
        ‫«الكل يقول أحبك»‬

    ‫مختلفتين أو متصارعتين التواجد المشترك‬                    ‫فوائد الغربة‬
   ‫والاعتراف المتبادل‪ ،‬فإنها قد نمت مع زيادة‬
                                                   ‫أفضت النقاشات الشائعة في الفترة الأخيرة‬
     ‫أعداد المهاجرين أو المنفيين أو المشتتين أو‬
   ‫اللاجئيين إلى بلاد عديدة غير أوطانهم‪ ،‬مما‬     ‫حول التعددية الثقافية وفاعليتها إلى طرح مفهوم‬
‫دفع هؤلاء إلى اكتساب لغتين ‪-‬أو أكثر أحيا ًنا‪-‬‬    ‫«الازدواجية الثقافية» بوصفها السمة الآمنة التي‬
  ‫وممارسة ثقافتيهما مع قبول الفروق بينهما‬
   ‫واحترامها‪ .‬وربما كان الدافع وراء اكتساب‬        ‫تسمح لكل من اختبر ظروف الهجرة وعاش في‬
 ‫تلك الازدواجية رغبة المهاجرين في عدم فقدان‬      ‫وطن بديل بأن يندمج مع الآخر ويستوعبه دون‬

     ‫خصائصهم المحلية وثقافتهم القومية‪ ،‬مع‬            ‫أن ينصهر داخله‪ ،‬بالشكل الذي يجعله قاد ًرا‬
  ‫عدم الانعزال عن الأنماط البشرية المحيطة أو‬          ‫على الحفاظ على مكونات ثقافته الوطنية من‬
                                                  ‫ناحية والتفاعل مع أوجه الاختلاف المتعددة من‬
                     ‫الانفصال عن حضارتها‪.‬‬         ‫ناحية أخرى‪ .‬كما سلطت الضوء على أن إمكانية‬
 ‫من هنا‪ ،‬أصبح للهجرة ‪-‬أو المنفى وفق تعبير‬         ‫الاندماج مع الآخر والانفتاح على ثقافته لا تعني‬
                                                    ‫‪-‬بأي حال من الأحوال‪ -‬الانسلاخ عن الهوية‬
      ‫إدوارد سعيد‪ -‬إيجابيات ج َّمة منها‪ :‬خلق‬
   ‫فضاءات من الرؤية المتوازنة للذات وللآخر‪،‬‬                 ‫الأصلية أو محو محدداتها المشتركة‪.‬‬
                                                 ‫ورغم بروز الازدواجية الثقافية ‪Biculturalism‬‬
      ‫وتحقيق التسامح المتبادل‪ ،‬وقبول التنوع‬
                                                        ‫في ظروف استعمارية حتمت على ثقافتين‬
   111   112   113   114   115   116   117   118   119   120   121