Page 115 - m
P. 115

‫‪113‬‬  ‫نون النسوة‬

                    ‫مش ِّج ًعا ج ًّدا للقراءة والتحليل‪.‬‬     ‫نخلص في النهاية إلى أن رواية «الكل يقول أحبك»‬
     ‫غلبت على النص تيمة الغربة التي رافقتها تيمة‬           ‫رواية بوليفونية بامتياز رغم قلة المشاهد الحوارية‬
  ‫الاغتراب بالضرورة‪ ،‬ما جعل القارئ يتعاطف مع‬             ‫فيها‪ ،‬إذ تجلت البوليفونيا في طريقة تقسيم الفصول‪،‬‬
‫الشخصيات وما يمرون به في رحلاتهم‪ ،‬لكن الكاتبة‬             ‫وجعل كل شخصية تتحدث بلسانها الخاص وحتى‬
   ‫في الوقت ذاته قدمت مجموعة كبيرة من المشاهد‬
      ‫الواصفة للمدن الكندية والأمريكية والإيطالية‬               ‫بلهجتها الخاصة‪ ،‬وضعنا أمام رواية متعددة‬
‫والمصرية والسورية‪ ،‬ما يجعل القارئ يحظى ببعض‬              ‫الأصوات‪ ،‬وكأن الشخصيات في حوار ضمني تبدؤه‬
    ‫الثقافة الجغرافية عند انتهائه من قراءة الرواية‪.‬‬      ‫كل شخصية في فصلها الخاص وتستكمله الشخصية‬
   ‫لا يمكن إنكار أن الرواية عالم كبير عميق‪ ،‬يدخله‬
   ‫النقاد في كل مرة محاولين فك شفراته من خلال‬                                     ‫الأخرى في فصلها أي ًضا‪.‬‬
    ‫تقديم مجموعة من القراءات التي قد تتواءم وقد‬             ‫تعددت الأصوات في هذه الرواية وتباينت وجهات‬
   ‫لا تتواءم مع ما كان الكاتب يريد قوله‪ ،‬وما هذه‬           ‫النظر السردية بما لا يبقي ش ًّكا بأن الكاتبة أبدعت‬
‫الدراسة إلا قراءة في رواية «الكل يقول أحبك»‪ ،‬لكننا‬
    ‫نستطيع القول من خلال هذه القراءة إننا دخلنا‬               ‫في نصها رغم بساطة أحداثه‪ ،‬إلا أن العمق كان‬
   ‫عص ًرا جدي ًدا في كتابة الرواية‪ ،‬والرواية النسوية‬     ‫واض ًحا ج ًّدا في طريقة رسمها للشخصيات وتقديمها‬

                                        ‫خاصة‬                ‫لأفكارها‪ ،‬وكيف حاولت كل شخصية التركيز على‬
                                                           ‫رؤيتها السردية الخاصة ومحاولة إيصال ما تؤمن‬

                                                              ‫به للقارئ دون الارتكاز على رؤى الشخصيات‬
                                                         ‫الأخرى‪ ،‬ما جعل الرؤى السردية تتعدد‪ ،‬وكان الأمر‬

     ‫‪ -11‬نفسه‪ ،‬ص‪.161 -061‬‬                                                              ‫الهوامش‪:‬‬
          ‫‪ -21‬نفسه‪ ،‬ص‪.121‬‬
          ‫‪ -31‬نفسه‪ ،‬ص‪.021‬‬                                 ‫‪ -1‬تزفيتان تودوروف‪ :‬مقولات السرد ضمن كتاب‬
          ‫‪ -41‬نفسه‪ ،‬ص‪.161‬‬                                ‫طرائق تحليل السرد الأدبي‪ ،‬ترجمة‪ :‬الحسين سحبان‬
           ‫‪ -51‬نفسه ص‪.161‬‬
           ‫‪ -61‬نفسه‪ ،‬ص ‪.21‬‬                                  ‫وفؤاد صفا‪ ،‬منشورات اتحاد كتاب المغرب‪ ،‬ط ‪،10‬‬
           ‫‪ -71‬نفسه‪ ،‬ص‪.09‬‬                                                                   ‫‪ ،2991‬ص‪.16‬‬
           ‫‪ -81‬نفسه‪ ،‬ص‪.38‬‬
           ‫‪ -91‬نفسه‪ ،‬ص‪.01‬‬                                  ‫‪ -2‬ينظر ميخائيل باختين‪ :‬شعرية دويستيفسكي‪،‬‬
         ‫‪ -02‬نفسه‪ ،‬ص‪.421‬‬                                   ‫ترجمة‪ :‬جميل نصيف التكريتي‪ ،‬دار توبقال للنشر‪،‬‬
          ‫‪ -12‬نفسه‪ ،‬ص‪.421‬‬
         ‫‪ -22‬نفسه‪ ،‬ص‪.421‬‬                                        ‫الدار البيضاء‪ ،‬المغرب‪ ،‬ط ‪ ،6891 ،10‬ص‪.95‬‬
         ‫‪ -32‬نفسه‪ ،‬ص‪.951‬‬                                                                 ‫‪ -3‬نفسه‪ ،‬ص‪.06‬‬
           ‫‪ -42‬نفسه‪ ،‬ص‪.51‬‬
          ‫‪ -52‬نفسه‪ ،‬ص‪.39‬‬                                   ‫‪ -4‬مي التلمساني‪ :‬الكل يقول أحبك‪ ،‬دار الشروق‪،‬‬
          ‫‪ -62‬نفسه‪ ،‬ص‪.29‬‬                                                     ‫القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط ‪.3202 ،20‬‬
         ‫‪ -72‬نفسه‪ ،‬ص‪.751‬‬                                                                 ‫‪ -5‬نفسه‪ ،‬ص‪.31‬‬
         ‫‪ -82‬نفسه‪ ،‬ص‪.851‬‬                                                                 ‫‪ -6‬نفسه‪ ،‬ص‪.58‬‬
         ‫‪ -92‬نفسه‪ ،‬ص‪.481‬‬                                                                ‫‪ -7‬نفسه‪ ،‬ص‪.461‬‬
                                                                                 ‫‪ -8‬نفسه‪ ،‬ص‪.461 -361‬‬

                                                          ‫‪ -9‬رحمان خضر عباس‪ :‬نزيف الذاكرة في المرتجى‬
                                                              ‫والمؤجل‪ ،‬مجلة المنار‪ ،‬العدد ‪ ،2102 ،11‬السويد‪،‬‬
                                                                                                   ‫ص‪.92‬‬
                                                              ‫‪ -01‬مي التلمساني‪ :‬الكل يقول أحبك‪ ،‬ص‪.281‬‬
   110   111   112   113   114   115   116   117   118   119   120