Page 118 - m
P. 118
العـدد 59 116
نوفمبر ٢٠٢3
التلمساني» ( ،)-1965التي نجحت في
تقديم رؤية مغايرة مخالفة عن الشائع
حول نتائج الهجرة خارج الوطن ،فابتعدت
عن رصد سلبياتها والتركيز على النوستالجيا
الخاصة بالمهاجر فحسب ،واتجهت -بجانب
ذلك -إلى الاعتراف بإيجابياتها وقدرتها على منح
المهاجر فرصة كبيرة للانفتاح الفكري وتأمل
الأمور بعي ًدا عن المعايير التي عمل وف ًقا لها في
وطنه الأم .ومما لا شك فيه أن تلك الرؤية جاءت
نتا ًجا لتجربة مي التلمساني الذاتية ككاتبة
وأكاديمية مصرية اختبرت ازدواجية العيش
بين مصر وكندا ،وتمكنت من جعلها باعثًا على
النجاح والإبداع.
قدمت الكاتبة عبر خمس شخصيات روائية
تتناوب سرد الأحداث بضمير المتكلم ،وهي:
كمال المصري ،كريم ثابت ،نورهان عبد الحميد،
داينا سليمان وبسام الحايك ،المشاعر التي
تجمع المهاجرين ذوي الأصول العربية في كندا،
ومحطاتهم الحياتية والعملية التي قد تتشابه
في بلاد الغربة .كما عرضت -خلا ًفا للسرديات
النمطية -محفزات نجاحاتهم في المدن الأوروبية
التي لجأوا إلى الاستقرار داخلها وقدرتهم على
تحقيق النجاح المهني رغم أوجاع
الغربة ،وتمكنهم من اكتساب
المفاهيم الثقافية المتنوعة والتعامل
مع الهويات الهجينة دون السقوط في
فخ الاختزال والتطرف والتنافر.
تجاوز النسوية
رغم انتشار كتابات المرأة التي تبوح
من خلالها عن تجاربها شديدة
الخصوصية ،لتشكل نصوصها
مواجهة سردية تصنعها الأنثى
كوسيلة لإنطاق المسكوت عنه
من رغباتها المقموعة أو مشاعر
المعاناة والقهر التهميش والإقصاء
في مجتمعات محكومة بنسق ذكوري،
فإن العديد من الكاتبات انصب اهتمامهن