Page 133 - m
P. 133
تجديد الخطاب 1 3 1 اللات ..إلهة عربية قبل الإسلام
الناسخ والمنسوخ وذاك متجاوران في أي مصدر! واضح لديه ،وهو من هو ،فأظنه
والثالثة أنني أعلم أن النبي لا ليس واض ًحا كفاية عند المفسرين،
التشوشات الثقافية والفكرية لدى يقال له ذك ًرا طب ًعا ،فكان على والثانية أن كل قول في أي كتاب
المتدينين ليست غريبة ،وما يدل الزميل ألا يجهد نفسه في شرح
عليها بوضوح أنهم يصدرون المشروح ،وكان أولى به أن يفهم ليس وحي ًدا ولا قاط ًعا ،من أول
من يقين جازم بأنهم على صواب أن جملة (وإنا له لحافظون) يمكن نزول الوحي حتى وفاة النبي،
تلقيها باعتبارها جملة جديدة، وهنا أقول إن أي رأي ُيعرض لا
وأن من يخالفهم على خطأ ،وأنهم وبالتالي تعود هاء (له) على أي أفعل سوى الذهاب لأقرب كتاب
متيقنون مما يقولون في موضوع أحد أو شيء غير الذكر عادي تفسير أو حديث ،وأنا واثق تمام
ج ًّدا ،وأي ًضا هذا ليس كلامي، الثقة أنني سأجد رأ ًيا معار ًضا،
مبني كله على الظن كما بينت، وبالتالي فعلى الشارح أن يكون
والدليل الأعظم على ذلك ما قاله وإنما كلام المفسرين. متواض ًعا ويفهم أنه يستسيغ هذا
شيخ الأزهر بنفسه ،الدكتور أحمد أكثر من ذاك ،مع إقراره أن هذا
الطيب ،للدركتور محمد عثمان
الخشت في المداخلة الشهيرة -وقد
أعددنا عنها مل ًّفا كام ًل في مجلة
ميريت الثقافية العدد ( )15مارس
-2020حين قال ،وهو يمسك
كتا ًبا أهداه له الخشت“ :إن كنت
تعتقد أن هذا الكلام مطلق فقد
سقط مذهبك ،وإن كنت تعتقد
أنه مشكوك فيه فأرجو حين
تتأكد أهدي إل َّي كتابك” .وهو
قول يدل على أن الشيخ ليس له
علاقة بالفلسفة التي حصل على
الدكتوراة فيها ،لأن أصل الفلسفة
ومنبعها ومنطلقها وغايتها هو
طرح الأسئلة الاستفهامية حول
كل شيء ،من أول خلق الكون
والإنسان إلى قيام الساعة،
خاصة –كما ذكرت -أن شيئًا ليس
ممسو ًكا ولا يقينيًّا ،وإنما كلها
اعتقادات عاطفية.
لهذا لم أتفاجأ حين كتب الزميل
أنهم (يقصد هو وشيوخه من
الناقلين) يرجحون بناء على
(قواعد معينة) –وإن لم يقل
طبيعة ولا ما هية هذه القواعد،-
وليس بالعاطفة كما يتصور أنني
أفعل ،في حين أن العكس صحيح
تما ًما ،هو الذي ينقل أقوا ًل سابقة