Page 137 - m
P. 137

‫‪135‬‬             ‫حول العالم‬

‫صموئيل روبنسون‬  ‫يوهانس دن هايجر‬  ‫يوحنا ذهبي الفم‬                    ‫الإسلام‪ .‬وفيما يلي ترجمة‬
                                                                              ‫الورقة البحثية‪:‬‬
   ‫مؤك ًدا وحاس ًما وذلك عن‬         ‫والهيئات الإدارية فحسب‪،‬‬
     ‫طريق إبعاد المسيحيين‬          ‫بل أي ًضا في شئون التجارة‬        ‫النص المترجم‬
                                 ‫والدين‪ ،‬مع وجود استثناءات‬
‫المصريين عن تقاليد الكنيسة‬                                           ‫لم ُيب ِد الكثير من الباحثين‬
        ‫اليونانية وتعاليمها‪.‬‬                     ‫قليلة للغاية‪.‬‬    ‫اهتما ًما كبي ًرا بعملية استبدال‬
                                   ‫ولكن‪ ،‬خلال القرنين الرابع‬
  ‫ومن ثم‪ ،‬من المهم أن نذكر‬         ‫والخامس الميلادي‪ ،‬انهارت‬         ‫المرحلة الأخيرة من مراحل‬
  ‫أنه على الرغم من أن اللغة‬                                           ‫تطور اللغة المصرية‪ ،‬أي‬
  ‫المصرية ُم َمثلة في اللهجات‬           ‫قوة التعاليم اليونانية‬
  ‫القبطية المختلفة كانت لغة‬            ‫الكلاسيكية‪ ،‬وذلك بعد‬       ‫اللغة القبطية‪ ،‬باللغة العربية‪.‬‬
                                 ‫القضاء على الوثنية ومظاهرها‬          ‫فعندما فتح العرب مصر‬
    ‫التخاطب بين المصريين‬              ‫وتأسيس ثقافة مسيحية‬            ‫في منتصف القرن السابع‬
  ‫عمو ًما لعدة قرون‪ ،‬إلا أنها‬    ‫تهيمن عليها التقاليد الرهبانية‬
‫كانت تعتبر ابتكا ًرا حديثًا إلى‬    ‫هيمنة واسعة‪ .‬وهكذا‪ ،‬حلت‬         ‫الميلادي‪ ،‬كانت اللغة القبطية‬
  ‫حد ما بوصفها لغة أدبية؛‬        ‫الأديرة القبطية تدريجيًّا محل‬        ‫هي اللغة القومية لغالبية‬
‫فنجد أن ترجمات النصوص‬              ‫المدارس اليونانية‪ ،‬وصارت‬            ‫المصريين‪ ،‬بالإضافة إلى‬
‫اليونانية لم تنتشر على نطاق‬      ‫أهم المراكز التعليمية والثقافية‬
  ‫واسع إلا في القرن الرابع‪،‬‬                                        ‫كونها اللغة الرئيسية للأدب‬
 ‫كما لم تبدأ كتابة النصوص‬                          ‫في البلاد‪.‬‬        ‫والثقافة‪ .‬وإلى جانب اللغة‬
 ‫الأدبية باللغة القبطية إلا في‬       ‫وقد ساهم الانشقاق بين‬
‫القرن الخامس(‪ .)2‬بالإضافة‬           ‫الكنيسة القبطية والكنيسة‬      ‫القبطية‪ ،‬كانت اللغة اليونانية‬
  ‫إلى ذلك‪ ،‬ارتبط نشوء اللغة‬          ‫البيزنطية (الملكيين) عقب‬        ‫لا تزال ُتستخدم في إدارة‬
  ‫القبطية بوصفها لغة أدبية‬        ‫انعقاد مجمع خلقيدونية عام‬
‫ارتبا ًطا كبي ًرا بظهور ديانات‬      ‫‪451‬م في جعل هذا التحول‬         ‫البلاد‪ ،‬كما كانت تستخدمها‬
                                                                   ‫فئات الشعب التي ظلت على‬
                                                                  ‫اتصال وثيق بالمراكز الدينية‬
                                                                  ‫والعلمانية البيزنطية‪ ،‬لا سيما‬
                                                                  ‫في مدينة الإسكندرية وبعض‬
                                                                   ‫المدن اليونانية الأخرى(‪ .)1‬إلا‬
                                                                  ‫أن هذا الوضع لم يكن سوى‬
                                                                  ‫آخر نتائج التحول التدريجي‬
                                                                    ‫الذي شهدته اللغة المصرية‬

                                                                       ‫خلال القرنين السابقين‬
                                                                      ‫للفتح العربي لمصر‪ .‬فلقد‬
                                                                  ‫اكتسبت اللغة اليونانية تحت‬
                                                                   ‫حكم البطالمة تدريجيًّا مكانة‬
                                                                       ‫متميزة في مصر مقارنة‬
                                                                    ‫باللغة المصرية‪ ،‬ومنذ بداية‬
                                                                  ‫الحكم الروماني وحتى الربع‬
                                                                  ‫الأول من القرن الرابع‪ ،‬كانت‬
                                                                    ‫اليونانية هي اللغة المكتوبة‬
                                                                     ‫الوحيدة والمنطوقة إلى حد‬
                                                                  ‫كبير في مصر‪ ،‬ليس في المدن‬
   132   133   134   135   136   137   138   139   140   141   142