Page 142 - m
P. 142

‫العـدد ‪59‬‬                               ‫‪140‬‬

                                   ‫نوفمبر ‪٢٠٢3‬‬                          ‫المرحلة الأولى‬

 ‫العالم(‪ .)14‬أما الفئة الثالثة من‬     ‫قصد في كثير من الأحيان‪،‬‬           ‫على الرغم من أنه لا يمكن‬
‫النصوص التي ُترجمت بشكل‬                 ‫للمخطوطات الليتورجية‬         ‫استبعاد احتمال أنه تم تدوين‬
‫جزئي خلال هذه الفترة فهي‬
                                      ‫والنصوص الكتابية ثنائية‬          ‫بعض الترجمات المبكرة إلى‬
  ‫مجموعات قوانين الكنيسة‪.‬‬                ‫اللغة‪ .‬لم تعد الترجمات‬           ‫اللغة العربية العامية‪ ،‬إلا‬
  ‫ومن أمثلة ذلك كتاب «جملة‬              ‫القديمة موجودة بسبب‬              ‫أنه يبدو أن عملية تدوين‬
  ‫القوانين» لأبي صلح يونس‬                 ‫مراجعتها‪ ،‬أثناء عملية‬
  ‫والذي يمكن تأريخه بشكل‬                                             ‫الترجمات هذه قد بدأت ببطء‬
 ‫آمن إلى ما قبل عام ‪1028‬م‪.‬‬           ‫النسخ‪ ،‬مع أصلها اليوناني‬           ‫في القرن العاشر الميلادي‪،‬‬
                                         ‫والقبطي‪ ،‬وكذلك مقابل‬          ‫ربما في الوقت الذي تم فيه‬
    ‫إلا أن عدم وجود دراسة‬                                             ‫تأليف أول الكتابات القبطية‬
 ‫شاملة حول القانون الكنسي‬             ‫الترجمات الأخرى‪ .‬ونظ ًرا‬             ‫المعروفة باللغة العربية‬
                                       ‫لافتقارنا إلى دراسات عن‬         ‫على يد ساويرس بن المقفع‬
    ‫القبطي يحول دون تقديم‬          ‫العديد من المخطوطات المبكرة‬        ‫وغيره من المفكرين الأقباط‪.‬‬
    ‫أي معلومات مؤكدة حول‬                ‫ثنائية اللغة‪ ،‬فإننا نجهل‬       ‫وثمة أسباب وجيهة تدعونا‬
 ‫عملية نقل النصوص المبكرة‬              ‫الكثير عن هذه العملية أو‬            ‫للاعتقاد بأن ساويرس‬
 ‫أو عملية الانتقال من القبطية‬         ‫تسلسلها الزمني باستثناء‬             ‫وغيره ممن كتبوا باللغة‬
    ‫إلى العربية بوصفها اللغة‬           ‫حقيقة أن الترجمات تمت‬
  ‫الرسمية الرئيسية للتدوين‪،‬‬            ‫من اللغة القبطية في وقت‬       ‫العربية قد ترجموا النصوص‬
                                    ‫مبكر من القرن العاشر‪ ،‬وأن‬            ‫القبطية لغرض محدد ثم‬
     ‫ولكن يبدو من الجلي أن‬          ‫إنتاج النسخ الرسمية الأكثر‬
  ‫تراتب السلطة الكنسية كان‬             ‫استخدا ًما يعود إلى الفترة‬      ‫أدرجوها لاح ًقا في كتاباتهم‬
                                   ‫الثالثة‪ .‬أما فيما يتعلق بترجمة‬      ‫باللغة العربية(‪ .)12‬إلى جانب‬
     ‫بحاجة إلى كتابته باللغة‬
 ‫العربية حتى في أواخر القرن‬               ‫النصوص الليتورجية‪،‬‬              ‫هذه الحالات‪ ،‬فإن أقدم‬
                                        ‫فإن ركاكة اللغة العربية‬      ‫النصوص التي تمت ترجمتها‬
    ‫العاشر‪ ،‬ليس فقط بسبب‬            ‫المستخدمة والخلفية القبطية‪،‬‬
  ‫الإدارة المدنية العربية ولكن‬     ‫تشير إلى أن بعض النصوص‬               ‫كانت عبارة عن أجزاء من‬
  ‫أي ًضا بسبب تناقص معرفة‬              ‫الليتورجية قد ُترجمت في‬       ‫الكتاب المقدس‪ ،‬وخاصة كتب‬
                                    ‫وقت مبكر ج ًّدا‪ .‬ومن المرجح‬      ‫القراءات الكنسية والنصوص‬
    ‫المسيحيين باللغة القبطية‪.‬‬           ‫أن الترجمات الليتورجية‬
    ‫ومن خلال استخدامها في‬             ‫قد بدأت بإرشادات كنسية‬             ‫الليتورجية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬لا‬
  ‫نصوص النصف الثاني من‬                 ‫لإقامة الطقوس الكنسية‪،‬‬              ‫توجد أي دراسة حول‬
 ‫القرن الحادي عشر‪ ،‬نعلم أن‬         ‫وذلك بهدف مساعدة المصلين‬
   ‫كتاب «الدسقولية» (شرح‬                                               ‫كيفية كتابة الأقباط للكتاب‬
 ‫قوانين الرسل) ‪Didaskalia‬‬                   ‫على متابعة ال ُق َّداس‪.‬‬  ‫المقدس باللغة العربية‪ ،‬كما أن‬
                                   ‫وباستثناء النسخ العربية التي‬
     ‫‪ Apostolorum‬المكتوب‬            ‫أُ ِع َّدت لإدراجها في النصوص‬      ‫المعلومات المتاحة لنا مربكة‬
    ‫باللغتين القبطية والعربية‬      ‫المقدسة والليتورجية القبطية‪،‬‬                          ‫للغاية‪.‬‬
‫تمت ترجمته على الأقل خلال‬
  ‫هذه المرحلة المبكرة(‪ .)15‬ومع‬          ‫يبدو أن أقدم النصوص‬            ‫فمن ناحية‪ ،‬استفاد الأقباط‬
  ‫ذلك‪ ،‬فإن المجموعات الأكبر‬         ‫المترجمة قد شملت نصو ًصا‬           ‫من الترجمات السابقة التي‬
    ‫من القوانين المترجمة إلى‬        ‫ملفقة ومشكو ًكا في صحتها‪،‬‬          ‫قام بها الملكيون والسريان‬
     ‫العربية هي نتاج المرحلة‬
                                      ‫ونصوص سير القديسين‪،‬‬                ‫وكذلك اليهود المصريون‬
                    ‫الثانية‪.‬‬        ‫ونصوص تنبؤية حول نهاية‬                ‫للكتاب المقدس(‪ .)13‬ومن‬
        ‫وخلال الفترة الأولى‬                                          ‫ناحية أخرى‪ ،‬قاموا بترجمات‬
     ‫هذه‪ ،‬نرى أن الكنيسة لا‬
                                                                            ‫خاصة بهم‪ ،‬ربما عن‬
   137   138   139   140   141   142   143   144   145   146   147