Page 141 - m
P. 141

‫‪139‬‬  ‫حول العالم‬

     ‫بعض التداخل الواضح‬         ‫العربية‪ .‬وغالبًا ما ُت َح ِّرف هذه‬  ‫الموجودة في المكتبات المختلفة؛‬
 ‫بينها‪ .‬تتناول المرحلة الأول‬    ‫القوائم المفهرسة في محتويات‬         ‫كما أن هناك آلاف النصوص‬
                                                                     ‫القبطية لا تزال غير محررة‪،‬‬
      ‫الترجمات المبكرة حتى‬        ‫المخطوطات نفسها وتتناول‬            ‫بل حتى غير محددة المصدر‬
‫منتصف القرن الحادي عشر‪،‬‬             ‫فقط سجلات المحفوظات‬
                                                                       ‫وغير مفهرسة حتى الآن‪.‬‬
  ‫وهي الفترة التي ظلت فيها‬      ‫الموجودة في الغرب وسجلات‬               ‫ولقد وصلت إلينا كثير من‬
  ‫اللغة القبطية اللغة المكتوبة‬    ‫المحفوظات الأكثر شهرة في‬
  ‫الرئيسية للكنيسة القبطية‪.‬‬       ‫الشرق‪ .‬بالإضافة إلى أنه لم‬             ‫النصوص المتبقية لنا في‬
   ‫بينما تبدأ المرحلة الثانية‬    ‫يتم فيها تضمين مخطوطات‬                ‫مخطوطات منفردة‪ ،‬وغالبًا‬
  ‫بترجمة المجموعات القبطية‬           ‫معظم الكنائس والأديرة‬              ‫ما تكون متهالكة‪ ،‬كما أن‬
‫الكبيرة خلال النصف الثاني‬           ‫في مصر‪ .‬وعلى الرغم من‬
                                    ‫أن المجلد الأول من كتاب‬              ‫النسخة القبطية الأصلية‬
    ‫من القرن الحادي عشر‪،‬‬        ‫«جراف» يظل إسها ًما ضخ ًما‬                  ‫للعديد من النصوص‬
    ‫وتنتهي بالنهضة الكبرى‬
‫التي شهدتها الكنيسة القبطية‬     ‫في دراسة انتقال اللغة القبطية‬        ‫الآبائية مفقودة(‪ .)11‬ثان ًيا‪ ،‬إن‬
 ‫في أوائل القرن الثالث عشر؛‬        ‫إلى العربية‪ ،‬إلا أن الدراسة‬      ‫الترجمات العربية في العصور‬
   ‫أي أنها تغطي الفترة التي‬        ‫المتأنية وتحرير النصوص‬            ‫الوسطى محفوظة في الغالب‬
  ‫أصبحت فيها اللغة العربية‬            ‫نفسها‪ ،‬بنا ًء على الأدلة‬       ‫في نسخ لاحقة وهي لا تخلو‬
  ‫هي اللغة الرئيسية مع بقاء‬                                          ‫من أخطاء النسخ‪ ،‬وفي معظم‬
   ‫اللغة القبطية معروفة على‬      ‫المجمعة من المخطوطات‪ ،‬فقط‬
  ‫نطاق واسع‪ ،‬على الأقل بين‬         ‫هي التي يمكنها أن تعطينا‬           ‫الحالات دون تحرير‪ .‬يعتمد‬
                                    ‫أسا ًسا حقيقيًّا لتقييم هذا‬         ‫العمل المرجعي الرئيسي‪،‬‬
      ‫أوساط النخبة المتعلمة‪.‬‬       ‫التطور التاريخي الحاسم‪.‬‬
    ‫وتتناول المرحلة الثالثة‬       ‫ولكنني‪ ،‬استنا ًدا إلى تقارير‬      ‫وعنوانه «تاريخ الأدب العربي‬
     ‫العصر الذهبي للكنيسة‬         ‫القوائم المفهرسة والطبعات‬             ‫المسيحي» ‪Geschischte‬‬
     ‫القبطية الذي برز خلاله‬       ‫المنشورة حتى الآن‪ ،‬أود أن‬                  ‫‪der Christlichen‬‬
  ‫ُكتَّاب عظماء يكتبون باللغة‬                                           ‫‪Arabischen Literatur‬‬
 ‫العربية خلال القرنين الثالث‬     ‫أقترح تقسيم عملية الترجمة‬                 ‫للعالم الألماني «جورج‬
   ‫عشر والرابع عشر‪ ،‬وهي‬            ‫من القبطية إلى العربية إلى‬
    ‫الفترة التي‬                     ‫ثلاث مراحل متميزة‪ ،‬مع‬             ‫جراف» ‪ ،Georg Grafs‬إلى‬
   ‫صارت اللغة‬                                                        ‫حد كبير على قوائم مفهرسة‬
‫القبطية معروفة‬
                                                                           ‫لمجموعات المخطوطات‬
      ‫فقط لدى‬
  ‫المتخصصين‪،‬‬

        ‫وصار‬
    ‫المترجمون‬
‫معتمدين بشكل‬
    ‫متزايد على‬
‫القواعد النحوية‬
 ‫والمفردات للغة‬

       ‫العربية‪.‬‬
   136   137   138   139   140   141   142   143   144   145   146