Page 128 - m
P. 128

‫العـدد ‪59‬‬           ‫‪126‬‬

 ‫نوفمبر ‪٢٠٢3‬‬      ‫فمجرد قوله يدحض ما دونه‪،‬‬
              ‫فالمؤمن يدخل أي نقاش من نقطة‬
‫اللات ومناة‬
 ‫والعزى‬           ‫الحقيقة المطلقة التي لا مراء‬
                 ‫فيها‪ ،‬بل إنه يدخل من نقطة أن‬
                  ‫ما يؤمن به هو ‪-‬ويختلف مع‬
              ‫مئات الملايين من أصحاب المذاهب‬

                   ‫الأخرى المؤمنين بدينه نفسه‬
                ‫من شيعة ومتصوفة ومتسلفين‬
              ‫وأشاعرة‪ ..‬إلخ‪ -‬هو الحقيقة التي‬
                ‫لا نقاش فيها‪ .‬والقاعدة الثانية‬
                ‫هي الانتقاء حسب الحال‪ ،‬فحين‬

                  ‫أناقش (س) في أمر ما‪ ،‬أختار‬
                   ‫الرأي (‪ )1‬من كتاب التفسير‬
                ‫الفلاني‪ ،‬وحين أجادل (ص) في‬
               ‫أمر مختلف‪ ،‬أختار الرأي (‪ )2‬الذ‬
                ‫يختلف عن (‪ )1‬من نفس الكتاب‬
               ‫ونفس الصفحة وفي تفسير نفس‬
              ‫الآية‪ ،‬فالمعروف أن كتب التفاسير‬
              ‫ليست وجهات نظر كاتبيها‪ ،‬ليست‬
               ‫إبدا ًعا أو رؤية شخصية في قراءة‬
                ‫النص وتوجهاته ومراميه‪ ،‬وإنما‬
              ‫هي تجميع لكل الآراء التي سمعها‬
                   ‫المد ِّون في تفسير نفس الآية‪،‬‬
                ‫فكثي ًرا ما تأتي التفاسير متباينة‬
                 ‫ومتعارضة‪ ،‬لذلك فالجدل غير‬
               ‫العلمي يستغل الاختلاف ليستند‬
                 ‫إلى الرأي الذي يخدم حالته هنا‬
               ‫والآن‪ ،‬دون موقف علمي ووجهة‬
                   ‫نظر راسخة‪ ،‬أو حتى نصف‬

                                     ‫راسخة!‬
                ‫السبب الثالث لرفض مثل هذه‬
               ‫المقالات‪ ،‬وهو الأهم‪ ،‬أن الكاتب لا‬
               ‫يقرأ الموضوع الذي يرد عليه على‬
                ‫وجهه الصحيح‪ ،‬فأصحاب هذه‬
                ‫الردود يعتبرون أن أي مناقشة‬
                ‫عقلانية لموضوع ما يؤمنون به؛‬

                   ‫هو كفر وتحريف وتشكيك‪..‬‬
                ‫إلخ‪ ،‬وهؤلاء لا أمل فيهم‪( ،‬إيدك‬

                      ‫منهم والأرض) كما يقول‬
   123   124   125   126   127   128   129   130   131   132   133