Page 127 - m
P. 127

‫تجديد الخطاب ‪1 2 5‬‬

                                                                     ‫سمير درويش‬

                ‫ر ٌّد على الرد‪..‬‬
 ‫التش ُّوش الإيماني وادعاء‬
‫اليقين والهروب إلى الأمام‬

     ‫بتكفير الآخر المختلف!‬

  ‫الكثير منها متلاصق في السطر‬      ‫طويلة ج ًّدا هي “وورد في صحيح‬      ‫التصرف الطبيعي أنه عندما‬
  ‫نفسه‪ ،‬فاضطررت إلى ترك (‪)4‬‬          ‫البخاري بلفظ (وكان يلقاه في‬
  ‫منها‪ ،‬واستبدال الـ(‪ )30‬الباقية‬      ‫كل ليلة من رمضان فيدارسه‬            ‫يصل لمجلة «ميريت الثقافية»‬
  ‫بـ(ص)‪ ،‬فأنت يمكنك أن تصلي‬         ‫القرآن) (ج‪ ،1‬ص‪ ،8‬ح‪ ،6‬ط دار‬          ‫مقال مثل مقال «تفنيد شبهات‬
                                    ‫طوق النجاة‪ ،‬ط‪ ،1‬عام ‪،)1422‬‬            ‫تحريف القرآن» المنشور قبل‬
    ‫على النبي بكل الصيغ الممكنة‪،‬‬     ‫يقول ابن حجر (فكان جبريل‬         ‫هذا المقال مباشرة‪ ،‬أن نعتذر عنه‬
‫الطويلة والقصيرة‪ ،‬معظم الوقت‪،‬‬       ‫يتعاهده في كل سنة فيعارضه‬         ‫لثلاثة أسباب‪ :‬الأول‪ :‬أن كاتبه لا‬
                                      ‫بما نزل عليه من رمضان إلى‬         ‫يستطيع أن يبني الجملة بشكل‬
      ‫لكن الكتابة لها مقتضياتها!‬         ‫رمضان (فتح الباري ج‪،1‬‬           ‫مستقيم‪ ،‬لدرجة أنني راجعته‬
‫السبب الثاني‪ :‬أن كثي ًرا من نقاط‬    ‫ص‪ ،31‬نسخة المكتبة الشاملة”‬          ‫في جملة لم أفهم المقصود منها‬
                                     ‫ولم أفهم علاقة الجملة المحذوفة‬    ‫أسا ًسا لأن تركيبها غير منطقي‪،‬‬
   ‫(الرد) التي وردت في (المقال)‬          ‫بالأخرى الجديدة‪ ،‬فقلت في‬     ‫يقول فيها «وقد ورد في صحيح‬
  ‫لا تنبني على العقل والمنطق‪ ،‬ولا‬   ‫نفسي‪ :‬وماله‪ ،‬دعه يصل إلى آخر‬        ‫مسلم يعارضه القرآن”‪ ،‬هكذا‬
  ‫تفند بالأدلة والحجج‪ ،‬وإنما هي‬      ‫ما يستطيع! كما أنه كتب (صلى‬       ‫ن ًّصا‪ ،‬ومثلها كثير تغاضيت عنه‬
                                         ‫الله عليه وسلم) (‪ )34‬مرة‪،‬‬     ‫لأنني فهمت ما يريده بصعوبة‪،‬‬
    ‫مجرد ترديد لمحفوظات ج ُبلنا‬                                      ‫وقد تف َّضل وقام باستبدالها بجملة‬
     ‫عليها‪ ،‬انطلا ًقا من قاعدتين‬

‫مغشوشتين‪ :‬الأولى أن ما نؤمن‬
   ‫به هو الصواب المطلق وبالتالي‬
   122   123   124   125   126   127   128   129   130   131   132