Page 275 - m
P. 275

‫‪273‬‬         ‫ثقافات وفنون‬

            ‫رأي‬

‫علي الناصر‬  ‫رفائيل كامبو‬                            ‫جون ماكريه‬         ‫دواوينه قصة حب ‪ 1928‬وظمأ‬
                                                                      ‫‪ 1931‬وسريال ‪ 1947‬بالاشتراك‬
  ‫(الأطباء الأدباء) لفخري الدباغ‪،‬‬   ‫يصف وجيه البارودي نفسه «أنا‬
      ‫وأطروحة دكتوراة (الأطباء‬       ‫أقدم طبيب في مدينة حماة‪ ،‬وأنا‬       ‫مع أورخان ميسر‪ ،‬وقد أطلق‬
        ‫الشعراء من بداية العصر‬        ‫أقدم سائق فيها‪ ،‬وأقدم شاعر‪،‬‬      ‫عليه الأديب الطبيب عبد السلام‬
      ‫العباسي إلی نهاية العصر‬       ‫وأنا أتعس عاشق»! ومن طرائقه‬
                                    ‫الشعرية أن عمه توفي وطلب منه‬           ‫العجيلي لقب (بودلير الشعر‬
 ‫المملوكي) لسهاد جادري ومحمد‬        ‫ابن عمه أن يكتب قصيدة في رثاء‬        ‫العربي)‪ ،‬والمؤسف أن الشاعر‬
     ‫جواد غانمي‪ ،‬وكتاب (أعلام‬         ‫عمه المتوفى‪ .‬لم يستطع التهرب‬     ‫علي الناصر ُقتل غيلة في عيادته‬
                                      ‫منه فسأله الدكتور وجيه مهلة‬       ‫من قبل مجهول بمسدس كاتم‬
  ‫الأطباء الأدباء في دمشق) لمحمد‬      ‫لثلاثة أيام ليكتب قصيدة رثاء‪،‬‬   ‫للصوت في حلب ‪ ،1970‬وقد كان‬
    ‫عيد الخربوطلي‪ ،‬وقد أصدرت‬        ‫وعند انتهاء المهلة وبسبب إلحاح‬      ‫هاجس الموت طاغيًا في أشعاره‬

‫مجلة الهلال في مصر عد ًدا خا ًّصا‬      ‫ابن عمه كتب له هذه الأبيات‪:‬‬                          ‫الأخيرة‪:‬‬
   ‫بعنوان «أطباء أدباء» عدد آذار‬        ‫ُتكلفني حز ًنا ونفسي طروبة‬        ‫خضع ُت وها ق ْد أوه َن الده ُر‬
                         ‫‪.1973‬‬
                                           ‫وروحي تأباه وأنت تري ُد‬                             ‫همتي‬
  ‫في النهاية‪ :‬إن شخصية الإنسان‬           ‫وهل يألف الأحزان من كان‬          ‫وما عاد ِت الأوها ُم تقل ُق باليا‬
‫لا يمكن اختزالها في دور اجتماعي‬      ‫عاش ًقا تجود له أحبابه ويجو ُد؟‬    ‫كان علي الناصر شاع ًرا متمر ًدا‬
‫واحد‪ .‬ما المانع أن يكون اللإنسان‬
‫طبيبًا وسياسيًّا مث ًل! أو أن يكون‬           ‫***‬                            ‫على ثقافة عصره في نزوع‬
                                                                         ‫تشاؤمي على خطى أبو العلاء‬
  ‫رجل دين ومزار ًعا! أو أن يكون‬          ‫يوجد العديد من المحاولات‬
‫معل ًما وعازف عود كذلك! وال ِعبرة‬         ‫في العصر الحديث للتأليف‬           ‫المعري حيث كتب ُموصيًا‪:‬‬
                                        ‫في موضوع الأطباء الشعراء‬          ‫إذا مت فارموا جانب الحقل‬
  ‫تكون في الابداع وتقديم الجميل‬         ‫وتوثيقهم منها (معجم أدباء‬
     ‫المُمتع في الشعر بغض النظر‬       ‫الأطباء) لمحمد الخليلي‪ ،‬وكتاب‬                           ‫جيفتي‬
                                                                      ‫ق ًرى للضواري والطيو ِر الكواس ِر‬
   ‫عن الأدوار الاجتماعية الأخرى‬                                       ‫وللطير ما يبقى من الجسم مأك ًل‬
                       ‫للشخص‬                                          ‫وللدود ما تحوي حشاشة شاع ِر‬
                                                                      ‫فلست أرجي في حمى القبر راح ًة‬

                                                                            ‫وما أنا ِمفرا ٌح لزورة زائ ِر‬
                                                                      ‫لنتوقف الآن في محطة النهاية مع‬

                                                                       ‫الطبيب الشاعر وجيه البارودي‬
                                                                        ‫(‪ )1996 -1906‬الذي عاش في‬
                                                                       ‫مدينة حماة السورية‪ ،‬والمشهور‬

                                                                          ‫بكونه العاشق الدائم وطبيب‬
                                                                         ‫الفقراء‪ .‬كان مواظبًا على الحب‬
                                                                        ‫والتغزل بالجميلات حتى قبيل‬
                                                                          ‫وفاته بقليل‪ ،‬وقد كان ُمعجبًا‬
                                                                      ‫بالمطربة الشهيرة ميادة الحناوي‬

                                                                                         ‫وكتب فيها‪:‬‬
                                                                             ‫ميادة للقلب ينفذ صوتها‬
                                                                          ‫فالسامعون متيمون سكارى‬
                                                                          ‫ميادة أعجوبة الدنيا سأفتنها‬

                                                                                ‫وأرسم مجدها أشعا ًرا‬
   270   271   272   273   274   275   276   277   278   279   280