Page 280 - m
P. 280

‫العـدد ‪59‬‬                        ‫‪278‬‬

                                     ‫نوفمبر ‪٢٠٢3‬‬

‫الغالية أرض الفيروز‬

‫بين الوثائقي‬
                                           ‫أميرة‬
  ‫عبد الشافي والإنساني‪..‬‬

‫قراءة في رواية‬

‫«غالية» لأحمد سليم‬

‫الفصل الأخير للأحداث‪ ،‬واللحظة‬        ‫ورواية (غالية) لأحمد سليم‪ ،‬هي‬         ‫النص الروائي على مدار‬
  ‫التي اختار فيها البطل أن يروي‬         ‫حالة إبداعية تستحق المعايشة‬
  ‫ما حدث له في مسيرة بحثه عن‬               ‫لا النقد‪ ،‬فهي بحاجة لروح‬         ‫العصور قادر على استيعاب‬
                                         ‫تستقبلها‪ ،‬لا لعقل يزنها على‬      ‫التطور في الشكل والمضمون‪،‬‬
                   ‫أخيه المفقود‪.‬‬                                        ‫وقادر على احتواء كافة التجارب‬
  ‫تدور أحداث الرواية حول عائلة‬        ‫ميزان القواعد والنظريات؛ لأنها‬    ‫الإبداعية للمبدعين على اختلاف‬
   ‫بدوية من أهل سيناء تعيش في‬             ‫كتبت بمداد الروح‪ ،‬كما قال‬
  ‫ديرة بمنطقة بئر العبد‪ ،‬تتعاقب‬                                                ‫بواعثها ودوافعها‪ ،‬سواء‬
‫فيها أجيال ثلاثة‪ ،‬تعاصر الحروب‬        ‫بطل الرواية في أوائل صفحاتها‬           ‫شخصية‪ ،‬أو اجتماعية‪ ،‬أو‬
 ‫والدمار التي عاشته هذه الأرض‬        ‫«سأترك روحي تروي ما حدث»‬                 ‫تاريخية‪ ،‬أو نفسية‪ ..‬إلخ‪.‬‬
‫المطهرة‪ ،‬وصراع أهل هذه الأرض‬         ‫ص‪ ،10‬ولأنها تفتح با ًبا نرى منه‬     ‫ولأن الرواية فن سردي شديد‬
‫ضد الموت والخراب‪ ،‬وكيف أثرت‬           ‫أهل سيناء المتوارين دائ ًما خلف‬  ‫المرونة‪ ،‬فإنه كذلك يحتاج إلى نقد‬
‫تلك الأحداث اجتماعيًّا واقتصاد ًّيا‬    ‫الأحداث والكوارث التي تلاحق‬      ‫أكثر مرونة يبتعد عن النظريات‬
                                                                         ‫التقليدية‪ ،‬ويترك نفسه لمعايشة‬
      ‫فيها‪ ،‬تبدأ الرواية من لحظة‬         ‫هذه البقعة الطيبة من مصر‪.‬‬           ‫النص السردي ويخلق من‬
   ‫الذروة‪ ،‬يحيى المهندس الشاب‬                                           ‫خلاله ن ًّصا مواز ًيا يبرز مواطن‬
‫الذي يترك عمله في الكويت ليعود‬            ‫حول الرواية‬                  ‫الجمال فيه ويضع يد القارئ على‬
                                                                         ‫مفاتيح التأويل‪ ،‬ويضع الكاتب‬
      ‫يبحث عن أخيه عيد الطبيب‬             ‫تقع الرواية في حوالي ‪240‬‬        ‫أمام مواطن الضعف ليتفاداها‬
  ‫الذي اخ ُتطف في ظروف غريبة‪،‬‬             ‫صفحة من القطع المتوسط‪،‬‬        ‫في مشواره الإبداعي مطو ًرا من‬
                                        ‫قسمها الكاتب إلى ‪ 39‬فص ًل‪،‬‬
    ‫وفي رحلة بحثه يبدأ في قراءة‬         ‫كلهم معنونون ما عدا الفصل‬                       ‫أدواته ورؤاه‪.‬‬
 ‫أوراق أخيه التي د َّون فيها قصة‬      ‫الأول‪ ،‬بلا عنوان‪ ،‬لأنه بالحقيقة‬
   275   276   277   278   279   280   281   282   283   284   285