Page 74 - m
P. 74

‫العـدد ‪59‬‬        ‫‪72‬‬

‫نوفمبر ‪٢٠٢3‬‬

    ‫أقرأ له‪ ،‬الجميع ينصت باهتمام لما يقول‪ ،‬الهواة‬
 ‫لهم وجهة نظرهم التي تبعد عن التعقيد والتقعيد‪،‬‬
‫وذكر أنه كان يتمنى لو التقى بالاستاذ مرة واحدة‪،‬‬

     ‫واغرورقت عيناه بالدموع‪ ،‬تذكرت اليوم الذي‬
‫التقيت فيه بالسيد وسيم‪ ،‬كان فر ًحا بي وكم تمنى‬
  ‫لو أنه سمع هذه الكلمات في حياته‪ ،‬صفق الجميع‬

                    ‫ونزل الهاوي من على المنصة‪.‬‬
                                      ‫الحكاية‪:‬‬

    ‫دائ ًما يسأل الاستاذ وسيم عن الحكاية‪ ،‬ويكون‬
   ‫جوابه‪ :‬اقرأها ثم عد وأخبرنا عنها‪ ،‬فكرت كثي ًرا‬
 ‫في كلماته‪ ،‬لماذا لا نقرأ ونحب سماع الحكايات من‬
   ‫غيرنا‪ ،‬لهذا نجحت حكايات الجدة في نقل الكثير‬
‫من التراث عبر الحكايات‪ ،‬وأخذت أقرأ الحكاية بعد‬

                                          ‫ذلك‪.‬‬

             ‫(‪)١‬‬

  ‫في مخيلتي نمت فتاة صغيرة‪ ،‬حدثتها عن نفسي‪،‬‬
‫رسمت تفاصيلها الروحية‪ ،‬عاطفية ومرحه لها قلب‬

    ‫كبير يتسع لكاتب يم ُّل سري ًعا‪ ،‬حددت تفاصيل‬
    ‫جسدها أي ًضا‪ ،‬ملامح عذبة وفم برائحة الكرز‪،‬‬
    ‫جسدها أملس ناصع البياض‪ ،‬نظرت في عينيها‬
 ‫العسليتين فاشتهيتها‪ ،‬ثم تراجعت عن مضاجعتها‪،‬‬
  ‫لأنني أعرف جي ًدا أن الرجل يشتهي ويحصل على‬
‫شهوته ويبحث عن شهوة أخرى‪ ،‬فبقيت فتاتي التي‬
   ‫أحلم بها ولا يمكنني الحصول عليها‪ ،‬لأن اللمس‬
‫غير ممكن‪ ،‬واللمس أساس شهوة الرجل بعد النظر‪.‬‬

             ‫(‪)٢‬‬

   ‫تربعت تحت قدمي أمي‪ ،‬الأم عظيمة ج ًّدا لهذا لا‬
 ‫تتكرر‪ ،‬أحببت فيها العطاء الذي يحتاج إلى مقابل‪،‬‬
‫لهذا لا تستطيع المرأة أن تصبح أ ًّما لرجل‪ ،‬ابتسمت‬
‫وقبلتها من راسها ويديها‪ ،‬وأوصيت كل من حولي‬
  ‫بها‪ ،‬اشتريت لها الثياب والعطر والذهب‪ ،‬مع هذا‬

             ‫ظلت في حلقي غصة الوفاء بالجميل‪.‬‬

             ‫(‪)٣‬‬

‫شيخ كبير قابلني ذات مرة‪ ،‬عرفني من شكلي‪،‬‬
   69   70   71   72   73   74   75   76   77   78   79