Page 75 - m
P. 75

‫‪73‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫القصة‬

‫ف ِرحت ج ًّدا لتعرفه عليَّ‪ ،‬ظننت أنني حظيت بالشهرة‬
 ‫أخي ًرا‪ ،‬حتى اللحظة التي قابلته فيها بعد ذلك‪ ،‬قال‬
                                            ‫لي‪:‬‬
                            ‫‪ -‬أنت تشبه حفيدي‪.‬‬
  ‫رجعت ابتسامتي للخلف‪ ،‬ورجعت لنفسي‪ ،‬أجلس‬
       ‫إلى طاولتي الصغيرة‪ ،‬أكتب قصة عن شاعر‬
                         ‫متعجرف لا يعرفه أحد‪.‬‬

    ‫(‪)٤‬‬

‫في بيتي الجديد تعرفت إلى جارة طيبة‪ ،‬هذه الجارة‬
      ‫تفتح الباب كل يوم كي تسلم عليَّ في الذهاب‬

 ‫والإياب‪ ،‬ترسل لي العشاء وتقرأ قصصي المكتوبة‬
 ‫بالحبر والمكتوبة على اللابتوب والتي نشرت‪ ،‬كنت‬
‫أعيش وحدي‪ ،‬كل ما كنت أفكر به‪ :‬كيف تراني وما‬

         ‫الذي يدفعها للاهتمام بي؟ حتي سألتني‪:‬‬
                                ‫‪ -‬لما لم تتزوج؟‬

    ‫حدثت الصدمة بالنسبة لي‪ ،‬المرأة كائن حساس‬
‫للغاية‪ ،‬لهذا أرجوك لا تعاملها بود إذا كنت لا تريد‬
 ‫أن تتزوجها‪ ،‬ونحن الرجال لنا كثير من الأغراض‬
‫في المرأة‪ ،‬مثل الإعجاب أو التشهي وغيرها‪ ،‬وهذا لا‬
‫تفهمه المرأة‪ ،‬وأنا وقعت في الشرك‪ ،‬وحزنت لأجلها‬

                         ‫فقررت أن أغادر البيت‪.‬‬

    ‫(‪)٥‬‬

‫في لحظة صفاء بيني وبين نفسي‪ ،‬راودني السؤال‪:‬‬
  ‫لماذا أجعل المرأة محور كتاباتي؟ وكان الرد غريبًا‬
     ‫ج ًّدا‪ ،‬أنني كتبت هذا النص‪ ،‬فعرفت أن السؤال‬
                ‫أحيا ًنا ما هو إلا مزيد من الأسئلة‪.‬‬

                ‫***‬

  ‫عندما ذكرنا هذه الكلمات في مؤتمر أدبي‪ ،‬وألقينا‬
      ‫الضوء علي بعض أعماله‪ ،‬دمعت عيناي أي ًضا‬

   ‫وأردت أن يعود بي الزمن كي أنقل كل كلمة إليه‬
‫دون تكلف‪ ،‬فقد كان صديقي المقرب ورحل دون أن‬

                                      ‫نشعر به‪.‬‬
   70   71   72   73   74   75   76   77   78   79   80