Page 195 - merit 47
P. 195
193 الملف الثقـافي
وتقييد حريته كثي ًرا ،حيث خلف جدرانه ،وقد طرح للعلاقة بين الشعب من جهة
لقي أنوا ًعا من التعذيب في الشاعر الكثير من القصائد والسلطة من جهة أخرى،
غياهب السجون ،كما تعتمد حيث يكشف كل منهما
قصيدة نجم على مفردات التي تتحدث عن الاعتقال عن وجهه الحقيقي تجاه
تفضي إلى مدلولات متعددة والسجن والحبس ،فيقول
مثل (القلعة الزنازين مغميين الآخر .وأعتق ُد أنه على الرغم
حارمينهم من الشوف الشوم أحمد فؤاد نجم: من الصورة الكلية التي
البوم )..تمثل هذه المفردات «أنا رحت القلعة ،وشفت
علامات على مدى اشتباك تطرحها القصيدة عن القهر
الشاعر مع القلعة /المعتقل، ياسين الاجتماعي الواقع على الذات
بتاريخها السياسي في القمع حواليه العسكر ،والزنازين الجمعية ،فإن الشاعر لم يعبر
والقتل والتنكيل بالأحرار، عن القهر بطريقة مباشرة،
وقد كتب نجم هذه القصيدة والشوم ،والبوم ،وكلاب بل جاءت القصيدة كصورة
في معتقل القلعة عام ،1972 الروم
فقد كان معتق ًل مع هؤلاء للقهر والرفض والخروج.
يا خسارة يا أزهار البساتين
الشباب الذين ذكرهم في عيطي يا بهية على القوانين رفض السجن
قصيدته ،بل يكشف أي ًضا ...
عن روح العشاق في سجن أنا رحت القلعة وشفت لم تأت صورة الرفض
القلعة ،حيث تتماهى هذه ياسين للسجن بطريقة مباشرة،
القصيدة مع قصيدة الشاعر حواليه العسكر والزنازين منددة بما يحدث للذات،
أنا شفت شباب الجامعة بل راح الشاعر يحكي في
زين العابدين فؤاد التي الزين
يقول فيها( :اتجمعوا العشاق أحمد ،وبهاء ،والكردي، القصيدة عن رحلته إلى
وزين، القلعة /سجن القلعة ،وهو
في سجن القلعة ،اتجمعوا أنا شفت شباب الجامعة معتقل سياسي معروف في
العشاق). الزين الستينيات وما قبلها ،فيحكي
أحمد وبهاء ،وجميعي وزين
ومن ثم يصبح السجن في حارمينهم حتى الشوف لنا عن صورة الأبطال
شعر العامية المصرية فضا ًء بالعين الثائرين على القهر ،في
وف عز الظهر مغميين مواجهة جلاديهم ،بل تتجلى
سياسيًّا يحمل جز ًءا من عيطي يا بهية على صورة السجن في شعر أحمد
تاريخ الحركات النضالية القوانين»()15 فؤاد نجم من خلال الوصف
التي لم تتحدث عنها المراجع يبدو السجن رم ًزا فنيًّا المشهدي لجدرانه ،وحواجزه،
التاريخية في العصر الحديث، للقهر المكاني والظلم وتكميم ونوافذه وأنفاسه المخنوقة
بل يمثل السجن مؤش ًرا أصوات الحرية ،فهو مكان برائحة الكبت والقمع والظلم،
فنيًّا في القصيدة لصورة يشي بالشحونات الدلالية حيث تموت الحرية على
الواقع الاجتماعي المظلم الذي التي تفضي إلى القمع عتباته ،وتقتل البراءة ،ويزج
سيطرت عليه قوى الظلام، والظلم ،والحزن ،والقبض، كل مظلوم أو غير مظلوم
ومن ثم فإن صورة السجن والحبس ،والقيد .إن كل في السجن ،فيتحول السجن
في القصيدة ،وطنا للذات
تحمل الرفض والتمرد هذه المفردات تدور في معجم الشاعرة ،على الرغم من القيد
والخروج ،فجاءت القصيدة السجن عند أحمد فؤاد نجم، والحبس ،فإن الشاعر يسجل
تأملاته وأفكاره وعذاباته
رافضة لهذه الممارسات فقد عايش وذاق مرارة
القمعية في زمن السبعينيات تجربة الحبس والسجن،