Page 197 - merit 47
P. 197
195 الملف الثقـافي
(الصراع) الذي من خلاله (إرادة) الإنسان إذا كانتد.رشا الفوال
انطلق الشاعر نحو ذاته، ترتبط بالغايات
وتحول إحساسه الفردي الكبرى ،و(حريته) ثلاثية المقاومة :الحرية ..الإرادة..
ترتبط بالوسائل؛ المسؤولية في شِ عر أحمد فؤاد نجم
بالنكسة إلى إحساس بهزيمة فلا يمكن فهم
جماعية ،فهو يمثل كذلك (الإرادة الإنسانية) (قراءة أدبية من منظور نفسي)
بداية للتخفف من نزعته بعي ًدا عن اقترانها
الذاتية الرومانسية متج ًها بمفهوم (الحرية)
نحو الإحساس بالجموع، التي يسعى إليها،
والبحث عن الصور بالتالي لا يمكننا الحديث عن
الاجتماعية والسياسية (الحرية) ما لم تكن نابعة
للانتماء؛ من خلال نبذ من (إرادة واعية) ،في القراءة
الموت ،والسعي إلى الحياة الحالية كان تناولنا لقصائد
الشاعر أحمد فؤاد نجم وف ًقا
التي تتسم بالحرية؛ وكأن لمفهوم (الوعى الجمالي) بما
الكتابة وسيلة الخلاص من لديه من قدرة على المقاومة
الإذعان الذي يعانيه الشاعر من خلال :التعبير الناقد،
والتفسير الذي يسعى إلى
في المعتقلات. تصحيح تشوهات الواقع؛
اتضح ذلك في الاستجابات
الوجدانية الرافضة للرياء لنكتشف أننا أمام كتابة
الاجتماعي ،والساعية إلى متحررة تشتق عناصرها من
تحرير (الوعى الجمعي)، واقع (الصراع) مع كل قمعي
وتوجيهه نحو مجاوزة أو متسلط.
الواقع من خلال رصد آليات نكتشف أي ًضا أن ضيق
الزنزانة كان سببًا من أسباب
القمع والتسلط ،وإن كان اتساع التجربة الإنسانية،
(الوعي) -الذي نعنيه هنا- وتحويل العلاقة المتوترة
بالمكان إلى حالة من الاندماج
ليس انتبا ًها؛ إنما هو كل والتوافق النفسي؛ فيقول في
العمليات الاستدلالية الناتجة قصيدة «ع اللى حاصل»:
عن (دراما الذات) وتفاعلها
يا سلاملم يا سلام
المجتمعي والسياسي؛ والوطن عايش آلام
فالسجن كمكان يستقبل والإذاعة مستباعة
البشر خلال فترة زمنية قول ياعم الشيخ إمام
محددة ،لم يعتبره الشاعر فعلاقة الشاعر بالسجن
كمكان (عنيف) تم توثيقها
مكا ًنا باعثًا للذكريات من خلال الدور الذي
الحزينة؛ إنما اعتبره مكا ًنا يلعبه كل منهما إزاء الآخر،
وإذا كان عام 1967بداية
للمواجهة والارتماء في
أحضان الوطن؛ ربما يرجع
ذلك لإدراك الشاعر بأن
المدخل الحقيقي لفهم الواقع
هو تذوقه ،من خلال الوصف
المباشر للتفاصيل التي تعبر