Page 199 - merit 47
P. 199

‫‪197‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

            ‫يعيش أهل بلدي‬             ‫العربي‪ ،‬مؤس ًسا لروح‬                ‫هو في يا عزة عندي‬
             ‫وبينهم مافيش‬        ‫الانتماء لقضايا المقاومة وف ًقا‬                    ‫ممنوعات‬
            ‫تعيش كل طايفة‬
           ‫من التانية خايفة‬         ‫للمعطيات التاريخية‪ ،‬التي‬      ‫غير باحب الناس وباكره من‬
 ‫وتنزل ستاير بداير وشيش‬           ‫يستدعيها المتلقي من خلال‬                            ‫سكات‬
‫يعيش المثقف عل مقهى ريش‬
   ‫محفلط مزفلط كتير الكلام‬            ‫القصائد؛ اتضح ذلك في‬         ‫من خلال ذلك يمكننا اعتبار‬
 ‫عديم الممارسة‪ ،‬عدو الزحام‬           ‫قصيدة‪« :‬يا فلسطينية»‪:‬‬          ‫(التمرد) على المألوف نات ًجا‬
‫يعيش التنابلة في حى الزمالك‬
‫وحى الزمالك مسالك مسالك‬                         ‫يا فلسطينية‬           ‫عن التلاقي بين (الذات)‬
‫يعيش الغلابة في طى النجوع‬             ‫وانا بدي اسافر حداكو‬           ‫الشاعر و(الآخر)؛ لتكون‬
     ‫نهارهم سحابة‪ ،‬وليلهم‬         ‫ناري ف ايديه‪ ،‬وايديه تنزل‬       ‫(الحرية) لا نهائية‪ ،‬هنا أي ًضا‬
                                                                       ‫نجد الإجابة عن الكيفية‬
                     ‫دموع‬                            ‫معاكو‬           ‫التي سيصبح بها الشاعر‬
   ‫فإذا كانت معظم القصائد‬                    ‫على راس الحية‬          ‫ذا ًتا و ُهوية؛ إذ ليس للذات‬
                                      ‫وتموت شريعة هولاكو‬           ‫أن تثبت ُهويتها إلا بالتمرد؛‬
     ‫تسعى إلى (التمرد) على‬           ‫فالإنسان المقهور المعذب‬
     ‫المألوف‪ ،‬والاختلاف مع‬          ‫يتحول إلى (آخر) رافض‪،‬‬              ‫وكأن التمرد هو الدافع‬
‫السائد دون استعلاء‪ ،‬فإن ما‬         ‫عنيف رغم مخاوفة‪ ،‬يعتمد‬             ‫للإمساك بجوهر الحياة‪،‬‬
  ‫قام به الشاعر من توظيف‬         ‫على تمرده في مجابهة القمع‪،‬‬           ‫فالتمرد ملمح من ملامح‬
                                   ‫في قصيدة «الشعب الزين»‬             ‫فردانية الشاعر‪ ،‬وسعيه‬
       ‫للمكان جاء معب ًرا عن‬
   ‫دوافعه ومخاوفه ورغباته‬                             ‫يقول‪:‬‬             ‫إلى الحرية‪ ،‬اتضح ذلك‬
   ‫في (الخلاص) وصو ًل إلى‬            ‫تكرم عين الشعب الزين‬            ‫في خطابه الذي يعكس لنا‬
                                       ‫في عمان‪ ،‬وفي القطرين‬       ‫تجليات ذاته المفكرة‪ ،‬ومظاهر‬
      ‫الحرية‪ ،‬اتضح ذلك في‬           ‫شعب عنيد‪ ،‬يقول ما يريد‬          ‫تبعثرها أحيا ًنا‪ ،‬وتواصلها‬
   ‫قصيدة‪« :‬موال فلسطيني‬                                              ‫مع (الآخر) أحيا ًنا أخرى‬
                                            ‫ع الراس والعين‬           ‫من خلال النظرة السامية‬
                  ‫مصري»‪:‬‬              ‫ويا مروح زعق بالجاى‬           ‫للإنسان‪ ،‬وكيف تم التدرج‬
      ‫يا مصر وانتي الحبيبة‬                                        ‫النفسي لديه من رصد صور‬
      ‫وانتي اغترابي وشقايا‬              ‫تكرم عينك يا أبضاي‬          ‫القمع‪ ،‬والاستبداد وصو ًل‬
       ‫وانتي الجراح الرهيبة‬            ‫ولأن الشاعر يعبر عن‬           ‫إلى قمة الانفعال العاطفي؛‬
      ‫وانتي اللى عندك دوايا‬            ‫جماعته السيكولوجية‪،‬‬
     ‫ولأن القصيدة قد ُتحيل‬       ‫وقيمهم وحالتهم الاجتماعية‪،‬‬              ‫فيحدثنا في قصيدته‪:‬‬
   ‫المتلقي إلى مكان ما يجمع‬          ‫نراه كلما أمعن في القلق‬      ‫«صرخة جيفارا» راثيًا تشي‬
 ‫سلوكيات جمعية‪ ،‬فالمكان في‬            ‫استحضر في ذاته القوة‬
  ‫قصائد أحمد فؤاد نجم من‬          ‫من خلال استخدام الأفعال‬                            ‫جيفارا‪:‬‬
 ‫أكثر عناصر الكتابة ارتبا ًطا‬       ‫المضارعة لتكثيف حضور‬                          ‫جيفارا مات‬
      ‫بالسلوكيات الإنسانية؛‬      ‫(الأنا) في ظل غياب (النحن)؛‬          ‫آخر خبر في الراديوهات‬
 ‫والتعبير عنه لغو ًيا ارتبط في‬         ‫هكذا تحل (الأنا) محل‬            ‫وفى الكنايس والجوامع‬
 ‫كثير من الأحيان بتصورات‬         ‫(الأنت)‪ ،‬فمن خلال معارضة‬             ‫وفى الحواري والشوارع‬
     ‫(العقل الجمعي) خاصة‬              ‫معايير المجتمع‪ ،‬تم نفي‬          ‫وع القهاوي وع البارات‬
      ‫المعتقل الذي ُيعد مكا ًنا‬  ‫الصفات السلبية عن (الذات)‬                 ‫مات المناضل المثال‬
     ‫مركز ًّيا‪ ،‬اعتبره الشاعر‬          ‫وتأكيدها في (الجماعة‬          ‫يا ميت خسارة ع الرجال‬
                                   ‫السيكولوجية)‪ ،‬في قصيدة‬           ‫يمكننا أي ًضا اعتبار تعبيره‬
                                                                         ‫عن الأماكن في الوطن‬
                                                 ‫«التحالف»‪:‬‬
   194   195   196   197   198   199   200   201   202   203   204