Page 202 - merit 47
P. 202

‫بعينها في نفس المتلقي؛‬           ‫(الأحكام الإدراكية) هى التي ُتظهر‬
      ‫فتكرار الأحرف له أثر‬     ‫الفروق بين الشعراء في مسايرة (الجماعة‬
‫خاص لاحظناه في مطلع عدة‬
  ‫قصائد مثل‪« :‬البلي بم بم»‬            ‫السيكولوجية) أو الخضوع لها؛ ولأن‬
 ‫في قصيدة‪ :‬الشربة العجيبة‪،‬‬        ‫الشاعر يدخل مع الأفراد في منظومتين‬
 ‫و»تكي تم تكي تم تكي تم‪/‬‬
‫ترالم ترالم ترالملم لم‪ /‬هلالم‬           ‫من العلاقات؛ أولها‪ :‬علاقاته بهم‪،‬‬
‫هلالم هلالملم لم» في قصيدة‪:‬‬          ‫وثانيها‪ :‬علاقاتهم جمي ًعا بالمجتمع‬
   ‫القواد الفصيح‪ ،‬و»أ ب ت‬        ‫الخارجي؛ يتحول التعبير عن (الذات) من‬
 ‫ث جح ألف باء» في قصيدة‪:‬‬           ‫سلوك عفوي إلى سلوك مقصود يهدف‬
                                     ‫إلى إعلان (الاستقلالية) و(التفرد) من‬
             ‫نيكسون جاء‪.‬‬          ‫خلال التعاون المثمر‪ ،‬والنشاط المتبادل‬
  ‫يأتي أي ًضا (تكرار الكلمة)‬
    ‫لتسليط الضوء على نقطة‬              ‫المشترك‪ ،‬ومحاولة إخضاع المجتمع‬
  ‫حساسة في الجملة وكشف‬                           ‫السلطوي لتلبية مطالبهم‪.‬‬
‫مدى اهتمام الشاعر بها مثل‪:‬‬
 ‫«ح نغني» في قصيدة بنفس‬            ‫المركزي تصبح القصائد‬         ‫تمثل استجابة إيجابية مع‬
  ‫الاسم‪ ،‬و»سلام يا أرضنا‪،‬‬      ‫تجسي ًدا لعالم الشاعر البديل‬     ‫(المكان العدائي) ليقدم لنا‬

    ‫سلام‪ ،‬سلام‪ ،‬سلام» في‬          ‫القائم على فاعلية الإنسان‬       ‫الهموم الدفينة‪ ،‬ويرصد‬
     ‫قصيدة‪ :‬سلام للأرض‪.‬‬         ‫التي تعتمد على درجة وعيه‬     ‫حجم المعاناة‪ ،‬والجو المشوب‬
      ‫ويأتي (تكرار الجملة)‬     ‫أو ًل‪ ،‬و إحساسه بالمسؤولية‬    ‫بالقلق‪ ،‬اتضح ذلك في قصيدة‬
      ‫للإيحاء برؤية الشاعر‬
 ‫للوجود إضافة إلى ما تحقق‬           ‫ثانيًا؛ فيقول في قصيدة‬                     ‫«البتاع»‪:‬‬
‫لديه من توازن عاطفي؛ ففي‬                    ‫«نويت أصلي»‪:‬‬               ‫ياللي فتحت البتاع‬
   ‫قصيدة «سايجون» يكرر‬                          ‫يارب ياللي‬              ‫فتحك على مقفول‬
  ‫جملة «طلعت شمس اليوم‬                                                ‫وازاى حتفتح بتاع‬
   ‫دا»‪ ،‬وفي قصيدة «الشعب‬         ‫زرعت عودي سارح تمللي‬                ‫في وسط ناس بتقول‬
    ‫الزين»‪ ،‬نجد تكرار جملة‬                 ‫وعدلت ضهري‬
    ‫«تكرم عينك يا أبضاي»‪،‬‬                 ‫على سرج مهري‬                    ‫بإن هذا البتاع‬
‫وفي قصيدة «ع اللى حاصل»‬                                             ‫جاب الخراب بالطول‬
      ‫يكرر جملة «ياسلاملم‬       ‫وطبعت زهري على خد خلي‬
                                    ‫وحياة ما عشقي متعب‬        ‫ثال ًثا‪ :‬التكرار كأداة‬
                  ‫ياسلام»‪.‬‬                        ‫ومشقي‬         ‫تصوير نفسية‪،‬‬
      ‫مع ملاحظة أن (تكرار‬
   ‫الجملة) كان أي ًضا لإبراز‬     ‫مهمن جرالي مهمن حصلي‬        ‫وثنائية (المسؤولية‪/‬‬
   ‫المفارقات التصويرية بين‬          ‫لاوهب حياتي واوصل‬               ‫الوعي)‬
‫الماضي والحاضر لديه‪ ،‬ففي‬                          ‫صلاتي‬
 ‫قصيدة «من فضلكم» يكرر‬             ‫والآتي آتي في يوم تجلي‬         ‫عندما يفقد الزمان ُبعده‬
  ‫«من فضلكم وبإذنكم‪ /‬من‬              ‫ولأن الإيقاع ما هو إلا‬   ‫الجماعي‪ ،‬ويفقد المكان ُبعده‬
    ‫فضلنا وبإذننا‪ /‬دلوقتي‬
 ‫حنقدم لكم‪ /‬دلوقتي حنقدم‬       ‫أصوات مكررة تثير انفعالات‬
   197   198   199   200   201   202   203   204   205   206   207