Page 201 - merit 47
P. 201

‫‪199‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

‫(الحضور‪ /‬الغياب) كعناصر‬              ‫من خلال اللغة‪ ،‬تم من‬          ‫الحدود المكانية الواقعية‬
  ‫مكانية اتضحت في قصيدة‬              ‫خلاله تجسيد الأنشطة‬            ‫يقوم الشاعر بافتراض‬
                 ‫«المشوار»‪:‬‬       ‫النفسية كالأحلام والرغبة‬     ‫مكان واقعي بديل‪ ،‬فيقول في‬
 ‫إنت يوم ما جدي جابك من‬           ‫في الخلاص؛ فذات الشاعر‬            ‫قصيدة «دعا الكروان»‪:‬‬
                      ‫هناك‬        ‫هى نتاج المكان‪ ،‬والمكان له‬      ‫يا شعب يا نبض الوجود‬
                 ‫جيت منين‬         ‫دلالاته الذهنية المؤكدة على‬
     ‫واما سبت الناس وغلب‬            ‫وعيه المتفاعل مع الواقع‪،‬‬                    ‫الحكم لك‬
               ‫الناس وراك‬        ‫والذي يمثل الشكل الجمالي‬                       ‫والملك لك‬
                 ‫رحت فين‬         ‫للقصائد‪ ،‬الكاشف للحقائق‪،‬‬          ‫مليون يهوذا خان أمانك‬
           ‫عم عباس الغفير‬        ‫والمنصت إلى الأشياء‪ ،‬تجلى‬                  ‫وفضلت باقي‬
      ‫وسليمان عبد البصير‬          ‫ذلك في قصيدة «إصحي يا‬               ‫ع السواقي ومنجلك‬
                  ‫والمحافظ‬                                            ‫يفرش حصير القمح‬
                   ‫والوزير‬                         ‫مصر»‪:‬‬                   ‫فوق دم المسيح‬
        ‫كلنا ماشيين طابور‬           ‫إصحى يا عامل مصر يا‬          ‫وانت الجريح تيجي الأطبا‬
          ‫والقدر داير يدور‬                                                       ‫وتسألك‬
      ‫بالكاسات بين المواكب‬                          ‫مجدع‬                         ‫ما أنبلك‬
              ‫ع اللى ماشي‬           ‫وافهم دورك في الوردية‬        ‫ولأن (المكان) هو العنصر‬
                ‫واللى راكب‬                                       ‫الرئيسي الذي ُيشكل بنية‬
  ‫واللى يشرب كاسه يطلع م‬              ‫إصحى يا زارع مصر‬               ‫قصائد الشاعر والذي‬
                   ‫الطابور‬                        ‫الخضرة‬          ‫برع في التعبير عن عوالمه‬
   ‫واللي يطلع بيتاويه جوف‬
                     ‫القبور‬        ‫أبدر غيطك واحمي البذرة‬
   ‫فإذا كانت ممارسة الذات‬             ‫ضد الآفة والاستغلال‬
     ‫تعني (توجه الذات نحو‬                  ‫إصحى يا جندي‬
   ‫ذاتها)؛ فقد أعطى الشاعر‬
                                   ‫لجل ماتهدا وتارك يهدى‬
‫للذات حضورها في قصائده‪،‬‬            ‫فرغ نارك في اللى خانوك‬
  ‫اتفق ذلك مع سعيه المعرفي‬         ‫فبناء الأماكن التخيلية في‬
     ‫لتكون ذا ًتا مستقلة؛ فلم‬       ‫قصائد أحمد فؤاد نجم‪،‬‬
‫يدخل في حالة من الانفصال‬           ‫يخدم أهدافه في بث روح‬
       ‫عن (الآخر)‪ ،‬إنما كان‬         ‫التفاؤل‪ ،‬كما أن اعتماده‬
  ‫دائم الانخراط في مواجهته‬         ‫على آلية (الاستدعاء) من‬
    ‫والاعتداد به محاف ًظا على‬   ‫الذاكرة يؤكد تشابه المشاهد‪،‬‬
     ‫درجة من الاستقلال في‬       ‫يمكننا متابعة ذلك في قصيدة‬
      ‫العلاقة بوصفها وج ًها‬
‫للفردانية؛ فنجد أن العلاقات‬                       ‫«الجدع»‪:‬‬
   ‫اللغوية في بعض القصائد‬                      ‫الجدع جدع‬
 ‫قائمة على (المناجاة المكانية)‬               ‫والجبان جبان‬
   ‫تأكي ًدا على الذات وتطلعها‬                  ‫بينا يا جدع‬
    ‫لواقع أفضل؛ وكأن اللغة‬                   ‫ننزل ع الميدان‬
                                              ‫والميدان بعيد‬
                                           ‫عن جوف المدينة‬
                                              ‫يا تار الشهيد‬
                                         ‫دير ياسين وسينا‬
                                ‫التخييل أي ًضا متصل بثنائية‬
   196   197   198   199   200   201   202   203   204   205   206