Page 230 - merit 47
P. 230

‫العـدد ‪47‬‬         ‫‪228‬‬

                                                                  ‫نوفمبر ‪٢٠٢2‬‬  ‫التركيب الشرطي ونجاحه في‬
                                                                                   ‫مهمة التنبيه على النتائج‪.‬‬
‫مثلت الجواب الإنساني‬                   ‫التي تهدف إلى التغيير‬                          ‫ب– الاستبدا ُد المحلي‬
‫المُنكسر لعدم تحقيق مطلب‬          ‫الهادف الذي ُيحقق مصلحة‬                              ‫(استبدا ُد ال ُح َّكام)‪:‬‬
                                  ‫الشعب‪ ،‬ومن الأمثلة الجميلة‬
‫الكبش المظلوم‪ ،‬والنتيجة هو‬         ‫التي فيها سخرية عالية من‬                     ‫نا َل ال ُح َّكا ُم العرب من دون‬
‫ُمعاد ٌل موضوع ٌّي‬                                                             ‫استثناء حظهم من ال ُّسخرية‬
‫الشعوب المسلوبة‬     ‫أ َّن الكبش‬       ‫ال ُح َّكام هو عقده الحوار‬
                    ‫لك ِّل أفراد‬     ‫مع الكبش الذي أراد نيل‬                       ‫والتهكم والتن ُّدر على طرق‬
                                  ‫حقه‪ ،‬فجاء الر ُّد الصادم من‬                    ‫حكمهم وإدارتهم للأزمات‪،‬‬
 ‫الإرادة التي تتع َّرض‬             ‫الشاعر أحمد مطر بقوله(‪:)8‬‬                    ‫فهم من وجهة نظر الشعراء‬
‫للقهر والجوع‪ ،‬فكأنما‬
                                          ‫الكب ُش تظلَّم للراعي‬                     ‫الثوريين ‪-‬ومنهم أحمد‬
‫يسأل أحدهم الآخر متى‬                   ‫ما دمت ُتفك ُر في بيعي‬                      ‫مطر‪ -‬يدورون في حلبة‬
                                                                                  ‫فارغة لا قيمة فيها سوى‬
‫نتخلص من هذه الدوامة‬                           ‫فلماذا ترفض‬                       ‫وجودهم كما يظنون‪ ،‬وهم‬
‫المُميتة؟ إ ْن كان الح َّكام قد‬                    ‫إشباعي؟‬                           ‫في مرآة أنفسهم أسو ٌد‬
 ‫باعوا القضايا المصيرية‬                                                            ‫ضاري ٌة وفي مرآة غيرهم‬
                                              ‫قال له الراعي‪:‬‬                      ‫أعجا ُز نخل خاوية‪ ،‬لأ َّنهم‬
‫وترجمونا أغنا ًما في قطيعهم‬                      ‫ما ال َّداعي؟‬                  ‫مغلو ُبون على أمرهم بسبب‬
     ‫يسوقونا إلى أسيادهم‬
                                         ‫ُك ُّل رعاة بلادي مثلي‬                      ‫سيطرة الدول ال ُكبرى‬
  ‫فلماذا لا يعطوننا جز ًءا‬               ‫وأنا لا أشكو وأداعي‬                         ‫وال ُعظمى على السيادة‬
‫من تلك الخيرات لنسكت؟‬                                                            ‫والقرار وج ِّرهم إلى منطقة‬
                                               ‫احسب نفسك‬                        ‫المُهادنات وتنكيس الرؤوس‬
‫لذا جاء الصوت ُمدو ًيا في‬                  ‫ِضمن قطي ٍع عربي‬                        ‫وتنفيذ الأوامر من جهة‪،‬‬
 ‫الإجابة أ َّنه قد تعود على‬                                                       ‫و ُممارستهم أقسى أنواع‬
‫تلك الوعود وسلَّم أمره‬                        ‫وأنا الإقطاعي!‬                      ‫الظلم والتهميش للإنسان‬
                                   ‫يشتغ ُل النص على ساحتين‬                           ‫الحر الذي لا يبغي في‬
‫لما هو موجود و ُمتعارف‬            ‫ُمتضادتين ولكنهما يجتمعان‬                     ‫وطنه سوى العيش بسلامة‬
 ‫بدلالة أ َّنه لا يشكو ولا‬
                                     ‫في ثيمة واحدة‪ ،‬فالساحة‬                               ‫وكرامة من جهة‬
‫يداعي فالأمر نافذ‪ ،‬وجاء‬              ‫الأولى تمثلت بالاستهلال‬                               ‫ثانية‪ ،‬وفي إطار‬
                                                                                          ‫هذه الملامح ق َّدم‬
‫الاستسلام الشعري ببؤرة‬                  ‫الذي اتكأ على السؤال‬                              ‫أحمد مطر سي ًل‬
                                      ‫الحيواني وعرض تظلمه‬                                 ‫جار ًفا من صور‬
‫دلالية قوية النسق عندما‬             ‫للإنسان‪ ،‬والساحة الثانية‬                                ‫السخرية التي‬
                                                                                           ‫تفضح أفعالهم‬
‫قال‪« :‬احسب نفسك ضمن‬                                                                      ‫وتكشف نواياهم‬
                                                                                        ‫المُعادية للإنسانية‪،‬‬
‫قطيع عربي وأنا الإقطاعي»؛‬                                                                  ‫وجل مطلبه هو‬
                                                                                            ‫تعزيز الريادة‬
‫فالشعب هنا قطي ٌع ُمسا ٌق‬
                                                                                             ‫الثورية لدى‬
                                                                                           ‫ال ُّنخب الطليعية‬
   225   226   227   228   229   230   231   232   233   234   235