Page 108 - merit 45
P. 108

‫العـدد ‪45‬‬                          ‫‪106‬‬

                                                              ‫سبتمبر ‪٢٠٢2‬‬

‫توفيق بوشري‬

‫(المغرب)‬

‫مضاعفات طفيفة‬

    ‫الشيطان في سري واسترجعت كل شيء مثل‬              ‫نظر ُت إليك بارتياب‪ .‬تراجعت أن ِت قلي ًل إلى الوراء‬
                   ‫حاسوب تمت إعادة تشغيله‪..‬‬             ‫بشكل غير ملحوظ‪ ،‬لكني فهمت أنك اندهشت‬

  ‫قالت‪ :‬أنا أتحدث بصدق! أنت لم تنظر إلى نفسك‬           ‫شيئًا ما من نظرتي‪ .‬ولا أنا فهمت نفسي‪ .‬كيف‬
             ‫كيف وقعت عيناك عليَّ كأني غريبة؟‬            ‫أحسست بأني شخص آخر يلتقي بك؟ كيف‬

       ‫حاولت أن أغير الموضوع‪ ،‬في داخلي أسئلة‬         ‫شعرت بأني لست من ينظر إليك؟ لوهلة توهمت‬
    ‫منعتني‪ ،‬حاربتها‪ ،‬استللت من محفظتي رواية‬            ‫أننا نلتقي للمرة الأولى‪ ،‬في حين كان اللقاء رقم‬
  ‫كنت استنتجت من حديثك آخر مرة أنك ترغبين‬
‫في قراءتها‪ ،‬طلبت منك أن تغمضي عينيك‪ ،‬سعد ِت‬                                     ‫خمسة على ما أعتقد‪.‬‬
‫كثي ًرا عندما فتحتِهما شغوفة على صورة الغلاف!‬            ‫قالت‪ :‬نعم هو اللقاء الخامس‪ ،‬هل تتذكر ذلك‬

          ‫‪ -‬نعم إنها روايتي‪ ..‬كيف تذكرت ذلك؟‬                                     ‫أي ًضا؟ أشك كثي ُرا‪..‬‬
       ‫‪ -‬هذا تأكيد على شيء ما حقيقي سيدتي‪..‬‬                     ‫‪ -‬أ ليس الشك حبيبتي طريق اليقين؟‬
  ‫‪ -‬في الواقع‪ ،‬أنت تقدم لي دلي ًل يزيد من فظاعة‬              ‫‪ -‬ليس كل شك وسيلة أي حبيب القلب‪..‬‬
                                                    ‫لفت هذا الكلام انتباهي إلى ما حدث‪ ،‬حتى بعد أن‬
                                      ‫المفارقة‪..‬‬    ‫جلسنا في مكاننا المعهود هناك في مقهى الأصدقاء‪،‬‬
      ‫ها أن ِت تعودين إلى نقطة البداية مجد ًدا‪ ،‬هل‬   ‫كأن طاولتنا تنتظرنا في كل مرة‪ ،‬حتى مع امتلاء‬
      ‫تصدقين؟ إلى حدود اللحظة وأنا أتهرب من‬           ‫المقهى نجد بغرابة مكاننا شاغ ًرا‪ ،‬حتى لو أردت‬
‫أفكاري‪ ،‬أبحث عن أجوبة لتصرفي‪ ،‬في الوقت الذي‬            ‫أن أبالغ أجدني أمام الطاولة الشاغرة المنتظرة‪.‬‬
 ‫رأيتك فيه شعرت بأني أراك للمرة الأولى‪ ،‬ليست‬        ‫حسنًا‪ ،‬ربما هذا لأننا في البداية‪ ،‬لم نتجاوز خمس‬
 ‫هذه مبالغة غرام وحب‪ ،‬أنا صادق ج ًّدا‪ .‬إحساس‬
 ‫غريب لم يسبق أن شعرت به بحدة‪ .‬كما لو كنت‬                                                   ‫لقاءات‪.‬‬
  ‫أنا شخ ًصا آخر‪ .‬هل أكون رو ًحا جديدة في جثة‬                      ‫‪ -‬هل يمكنك أن تخبرني باسمي؟‬
  ‫قديمة؟ فع ًل لهنيهات متقطعة‪ ،‬انتابني إحساس‬
    ‫بأن هناك فاص ًل بين روحي وجسدي‪ ،‬عندما‬                                           ‫ضحك ُت بشدة‪..‬‬
                                                       ‫مع أني صدمت فع ًل‪ ،‬فكرت في الأمر! وجدتني‬
                                                      ‫للحظة خاطفة فار ًغا من كل شيء‪ ،‬لولا أن لعنت‬
   103   104   105   106   107   108   109   110   111   112   113