Page 129 - merit 45
P. 129

‫نون النسوة ‪1 2 7‬‬

                                                                ‫وبخاصة إذا ما تعاضد‬

                                                                ‫مع اللغة الاستعارية أو‬

                                                                ‫البيانية التي مالت إليها‬

                                                                ‫أريج عن قناعة أو كانت‬

                                                                ‫قريبة من نفسها بشكل‬

                                                                ‫طبيعي وعفوي‪ ،‬وهي‬

                                                                ‫لغة ذات سمت شعري‬

                                                                ‫وتركز على البنى البيانية‬

                                                                ‫من استعارات ومجازات‬

                                                                ‫وتشبيهات كلها تنبع من‬

                                                                ‫الحال العاطفية للذات‬

                                                                ‫الساردة‪ ،‬وهي لغة تخلق‬

                                                                ‫علاقة عميقة وفي غاية‬

                                                                ‫الحساسية بين هذه الذات‬

                                                                ‫ومفردات العالم‪ ،‬إذا لا‬

‫نوال السعداوي‬  ‫سلوى بكر‬                            ‫سعاد سليمان‬     ‫يتجلى العالم في خطاب‬
                                                                ‫الرواية إلا عبر مرآة الذات‬

   ‫الأب والأم واقتحامها لغرفتهما بالصدفة‪ ،‬ومثال‬                 ‫ومشاعرها أو إحساسها‬
‫ذلك تصويرها لنموذج إنساني لديه كثير من الخلل‬
‫النفسي وإمساكها بهذا الخط من بداية الرواية حتى‬     ‫الخاص به‪ ،‬ومثال ذلك إحساسها بالسماء أو‬

  ‫آخرها‪ ،‬ومثال ذلك ما نجد من الروعة في تصوير‬       ‫بالطيور النافقة فوق السطح وهي مغتربة مع‬
 ‫أوقات خلوتها في غرفتها أو تصوراتها عن التعليم‬
                                                   ‫أبويها في الرياض أو إحساسها بمشاهد الشجار أو‬
   ‫وحالات القهر الأسري والاجتماعي وتحول ذلك‬
‫إلى طاقة موازية دافعة نحو الهرب وبخاصة الهرب‬       ‫الحب بين الأب والأم أو علاقتها بالموسيقى وبالآلة‬

  ‫نحو اللذة الجسدية أو الحسية وحالات الالتباس‬      ‫الغريبة التي تعزف بها صديقتها‪ ،‬وتمثل الموسيقى‬
      ‫النوعي أو الجنسي لديها نتيجة الانسحاق أو‬
                                                   ‫واحدة من نقاط التوفيق في هذه الرواية لكونها‬
  ‫غياب الهوية‪ ،‬فالضغوط الاجتماعية الشاملة التي‬
    ‫عاشتها الشخصية في كافة مراحلها وشعورها‬         ‫أصبحت مساحة طبيعية تهرب إليها هذه الذات‬
    ‫العميق بأنها مرفوضة يمكن أن يؤدي إلى هذه‬
   ‫الاختلالات في النوع أو التباس العاطفة والرغبة‬   ‫من قبح العالم وتغوله وتشوهاته التي تكتشفها‬

 ‫الجنسية‪ ،‬ولهذا نجد أنها مثلت حالة الاتهام الدائم‬               ‫بالتدريج كلما كبرت أو تقدمت في العمر‪.‬‬
   ‫أو الشعور بالانسحاق في واحدة من أبرع جمل‬
                                                   ‫فيما يتصل بالأسلوب السردي المختلف وجماليات‬
 ‫الرواية حين جسدت مشاعر مريم وأمها صديقتها‬
    ‫تحكي لها قصة أخيها علي في طفولته حين كان‬       ‫هذا الخطاب فإننا نجد في الرواية كثي ًرا من المواضع‬
                                                       ‫التي تمثل نقاط قوة لها وتؤكد على قدر موهبة‬
‫يحطم العرائس تحت قدميه وتساؤل إخوتها البنات‬
‫عن الجاني أو الدافع إلى هذا أو سبب هذه الفوضى‬      ‫أريج جمال وإمكاناتها وطاقاتها الإبداعية برغم‬

  ‫فتشعر مريم بأنها السبب برغم أنها مجرد متل ٍق‬     ‫ما يمكن أن يكون موجو ًدا من المآخذ والسلبيات‪،‬‬
      ‫للحكاية وخارجها تما ًما‪ ،‬لكن شعور التأنيب‬    ‫فمن هذه الإيجابيات كونها اعتمدت على قصص‬

                                                   ‫أطفال من إنتاج الخطاب أوحت بها أو أحالت على‬

                                                   ‫البنية التراثية أو ما يبدو قريبًا من التراث الشعبي‪،‬‬
                                                   ‫ومثال ذلك جزيرة القرود أو إدخالها لنموذج‬

                                                   ‫الأميرة في لعبة ماريو أو بعض ألعاب الكمبيوتر‬

                                                   ‫الأخرى‪ ،‬وكذلك توظيفها لبعض الأفلام أو المكونات‬

                                                   ‫من الثقافة البصرية مثل الفيلم الذي كان يشاهده‬
   124   125   126   127   128   129   130   131   132   133   134