Page 185 - merit 45
P. 185

‫‪183‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

‫العالم مُ نتهي الصلاحية!‬                        ‫نرغب في الخصوصية تحت‬                ‫بوصفه علامة‬
                                                   ‫مظلة «الكرتة» أو نفضل‬         ‫سيميائية هو دال‬
                                    ‫إن التوكتوك‬   ‫المشي والتأمل ومصافحة‬          ‫مرئي‪ .‬آلة معدنية‬
                                                                    ‫المارة؟‬   ‫بسيطة‪ ،‬بناقل يدوي‪،‬‬
‫د‪.‬شريف صالح‬                                                                    ‫وبطارية ‪ 12‬فولت‪،‬‬
                                               ‫لا تخلو أي وسيلة مواصلات‬       ‫وطول أقل من ثلاثة‬
                                                  ‫من حس طبقي‪ ،‬فلو ركب‬           ‫أمتار‪ .‬وهو وسيلة‬
                                                 ‫فلاح معدم «الكرتة» لصار‬       ‫نقل رخيصة نسبيًّا‪،‬‬
                                                   ‫مثار سخرية لأنه يتشبه‬      ‫يتأرجح تصميمها ما‬
                                                 ‫بمن هم أعلى منه في السلم‬     ‫بين العربة الصغيرة‬
                                                    ‫الاجتماعي وقد يقال له‬      ‫ج ًّدا‪ ،‬والموتوسيكل‪.‬‬
                                                           ‫(أقرع و ُنزهي)‪.‬‬
                                                    ‫وحكى أجدادنا أنه كان‬           ‫فماذا لو حاولنا‬
                                                                              ‫تحليل وتفسير مدلولات هذه‬
                                                ‫يتوجب على الفلاح أن يهبط‬
                                                ‫عن ظهر حماره حال مروره‬                           ‫العلامة‪.‬‬

                                                         ‫أمام عمدة القرية‪.‬‬         ‫‪ -1‬الطبقية‬
                                                   ‫وفي البلاد الآسيوية مثل‬
                                                    ‫الهند وتايلاند واليابان‪،‬‬        ‫بحكم جذوري الريفية‬
                                                  ‫كانت هناك ركوبة تسمى‬           ‫تعودنا المشي على أقدامنا‪،‬‬
                                                 ‫«الريكشة» رأيتها في أفلام‬        ‫أو ركوب الخيل والحمير‬
                                               ‫وقرأت عنها في روايات‪ ،‬وهي‬       ‫«العربة الكارو» التي توشك‬
                                                 ‫عربة صغيرة ذات ذراعين‬          ‫على الانقراض‪ .‬وكان هناك‬
                                                ‫يجرها إنسان وليس حما ًرا‪.‬‬      ‫«الكرتة» وهي أي ًضا ودعتنا‬
                                                   ‫عليه أن يهرول بها وبمن‬
                                                 ‫عليها من علية القوم‪ .‬كانت‬          ‫إلا في مناطق سياحية‪.‬‬
                                                 ‫أي ًضا وسيلة طبقية بامتياز‬     ‫كانت ذات مظلة‪ ،‬وتزخرف‬
                                                  ‫بين العبد الماشي‪ ،‬والسيد‬       ‫جي ًدا‪ ،‬حيث ينتظر سائقها‬

                                                                                     ‫من يهبطون في محطة‬
                                                                               ‫القطار‪ ،‬وغالبًا هم من المدراء‬
                                                                              ‫وموظفي الحكومة المرموقين‬

                                                                                 ‫ونساء من طبقة مستورة‪.‬‬
                                                                              ‫أي أن «الركوبة» كانت مكونة‬
                                                                               ‫من حيوانات ُتمتطى أو تجر‬
                                                                              ‫عربات‪ .‬وكان هذا متس ًقا مع‬

                                                                                 ‫بيئة ريفية تتبادل كائناتها‬
                                                                                                  ‫المنفعة‪.‬‬

                                                                                ‫إن المشي أو الركوب‪ ،‬ليس‬
                                                                                ‫مجرد خيار‪ ،‬بل هو فلسفة‬
                                                                                ‫حياة‪ ،‬فالمثل يخبرنا «المشي‬

                                                                                  ‫بعد الركوب صعب»‪ .‬هل‬
   180   181   182   183   184   185   186   187   188   189   190