Page 189 - merit 45
P. 189

‫‪187‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

   ‫نفسه‪ ،‬ولا حتى أن يكون‬         ‫زمانه والكيف خد مكانه»‪،‬‬       ‫ماتت ‪ 7‬رمضان»‪ ،‬هل هي‬
   ‫حسن الصوت‪ ،‬فكثي ًرا ما‬           ‫«الحلوة بطة ومالهاش‬         ‫الأم أم الزوجة أم الأخت‬
  ‫يتميز بإيقاع خشن مبتور‬                                       ‫أم الابنة؟ أ ًّيا كانت حرص‬
                                 ‫محطة»‪« ،‬الكوكب مال من‬          ‫أن يحتفظ السائق بتاريخ‬
                  ‫الكلمات‪.‬‬      ‫كتر الشمال»‪« ،‬احنا أبطالها‬   ‫وفاتها ويشهره‪ ،‬وأن يتجول‬
   ‫وهذا فارق آخر مهم بين‬                                     ‫في الشوارع كل يوم بإعلان‬
                                   ‫لحد ما نبطلها»‪« ،‬تركب‬
      ‫نوعين من النصوص‪:‬‬           ‫أدلعك تنزل أدفعك»‪« ،‬راح‬                        ‫وفاتها‪.‬‬
      ‫الأول سمعي ومتغير‪،‬‬         ‫زمن العتاولة وكله ماشي‬           ‫‪ -3 /7‬خبرة جمعية‪:‬‬
     ‫ومؤقت‪ُ ،‬يستعاد حسب‬        ‫بالفراولة» (إشارة للجوء إلى‬       ‫إن النصوص المعبرة عن‬
 ‫نوع الاستعراض‪ ،‬والدعاية‬                                        ‫الخبرة الجمعية أقرب إلى‬
‫والتسويق‪ ،‬ومرتبط بمصالح‬               ‫المنشطات الجنسية)‪.‬‬       ‫الأمثال الشعبية‪ ،‬أو تجري‬
    ‫بالزبون‪ .‬والآخر ‪-‬الذي‬                                    ‫على سننها‪ ،‬من جهة الإيقاع‬
  ‫أشرنا إليه‪ -‬مقروء وثابت‬         ‫‪ -8‬استعراض‬                ‫والخلاصة المكثفة‪ ،‬والصوابية‬
    ‫وملصق‪ ،‬ومتصل بذوق‬               ‫وتسويق‬                    ‫غير القابلة للشك‪ ،‬والتركيز‬
                                                            ‫على غدر الأصحاب‪« :‬صاحب‬
            ‫ومزاج السائق‪.‬‬          ‫يصدر جي ديبور كتابه‬          ‫الراجل اللي يسند غيبتك‪..‬‬
                              ‫«مجتمع الاستعراض» بقوله‪:‬‬         ‫وما تصاحبش عيل يجيب‬
 ‫‪ -9‬روح التغريدة‬                                             ‫في سيرتك»‪« ،‬طول ما الكلام‬
                                 ‫«في المجتمعات التي تسود‬      ‫ببلاش هاتسمع صوت اللي‬
    ‫إن نصوص التكاتك على‬        ‫فيها شروط الإنتاج الحديثة‪،‬‬   ‫ما يسواش»‪« ،‬صاحب نفسك‬
 ‫تنوعها ما بين خبرات ذاتية‬                                   ‫ترتاح»‪« ،‬لو المعلمين اهتميت‬
‫وجمعية وحكم دينية وأمثال‬        ‫تقدم الحياة نفسها بكاملها‬    ‫ما كنتش الشغلانة لمت»‪« ،‬ما‬
                                   ‫على أنها تراكم هائل من‬   ‫تزعلش على اللي ما يسواش‪..‬‬
   ‫شعبية‪ ،‬تكتب بلغة ركيكة‬                 ‫الاستعراضات»‪.‬‬      ‫أنت اللي اديتهم سعر أيام ما‬
 ‫نحو ًّيا‪ ،‬وخليط من الفصحى‬           ‫هذه الكلمة الافتتاحية‬
                                   ‫تساعدنا في فهم ظاهرة‬                  ‫كانوا ببلاش»‪.‬‬
  ‫والعامية‪ ،‬وتتأرجح بنيتها‬                                        ‫‪ -4 /7‬تورية حسية‪:‬‬
‫عادة ما بين كلمتين إلى عشر‬    ‫التكتكة‪ ،‬ليس من زاوية علاقة‬        ‫تحتمل التورية تأويلات‬
                                  ‫الإنسان بالآلة أو وسيلة‬     ‫شتى‪ ،‬وهي عبارات طريفة‪،‬‬
   ‫كلمات‪ ،‬وقلما تتجاوز هذا‬         ‫الانتقال‪ ،‬كما أشرنا‪ ،‬بل‬      ‫وناقصة البناء أو مبهمة‪،‬‬
                    ‫العدد‪.‬‬       ‫كظاهرة ثقافية من ظواهر‬       ‫لكن الإيحاءات الحسية فيها‬
                                             ‫الاستعراض‪.‬‬         ‫لا تخاف‪« :‬غمزة بعينيها‬
    ‫وهي في ذلك تشبه روح‬            ‫فعندما تسير التكاتك أو‬    ‫تشغل الكل حواليها»‪« ،‬بكرة‬
     ‫التغريدات خصو ًصا في‬                                        ‫ربنا يفكها والكل يرجع‬
  ‫موقع «تويتر» اعتما ًدا على‬    ‫تؤدي حركات مشاكسة‪ ،‬أو‬         ‫يحكها»‪« ،‬اللي تتغير محبته‬
‫عدد محدود ج ًّدا من الأحرف‬      ‫تنضم إلى مواكب الأعراس‪،‬‬       ‫يغير مخدته»‪« ،‬كل ما أقول‬
                              ‫أو تتولى دور المنادي للذبائح‬      ‫أبطل أفكر فيك يا سكر»‪،‬‬
                ‫والمفردات‪.‬‬                                     ‫«لو قدها اغمز لها»‪« ،‬افتح‬
 ‫إن الفارق الأساسي الوحيد‬            ‫والمفقودات والأعراس‬    ‫الكبوت واقفله والمزاج لو مال‬
  ‫أن التغريد قائم على التغير‬    ‫والجنازات (وهو دور يقوم‬      ‫النسوان تعدله»‪« ،‬الحب راح‬
  ‫على مدار الساعة‪ ،‬أما جملة‬      ‫ببعضه ميكرفون المسجد)‬
                                ‫فهي بذلك تؤدي بفاعلية في‬
     ‫التكتوك فهي شعاراتية‬     ‫استعراضات المجتمع الحديث‬
    ‫وثابتة‪ ،‬لن تتغير إلا على‬    ‫على اختلافها‪ ،‬مع ما يتطلبه‬
‫فترات متباعدة‪ .‬ولماذا تتغير؟‬   ‫ذلك من نصوص متناقضة‪،‬‬
   ‫إنها كلمة أرادها صاحبها‬
 ‫نهائية وأخيرة‪ُ ،‬تتوارث عنه‬       ‫وسمعبصرية‪ .‬ولا يتطلب‬
                                ‫أن يكون المؤدي هو السائق‬
              ‫إذا لزم الأمر‬
   184   185   186   187   188   189   190   191   192   193   194