Page 197 - merit 45

‫‪195‬‬ ‫الملف الثقـافي‬

‫معمر القذافي‬ ‫صدام حسين‬ ‫«آخر الشقاوة عيش‬
‫وحلاوة»‪ ،‬كنماذج لبعض‬
‫على قيمة الدين في المجتمع‪،‬‬ ‫التفكير لدى السكان‪،‬‬
‫والاهتمام بالوالدين مثل‬ ‫وخاصة الشباب في الأماكن‬ ‫العبارات الشهيرة على‬
‫الشعبية في المجتمع‪ ،‬كما أنها‬ ‫التكاتك‪ ،‬وبالطبع مع كل‬
‫«دعوة أمك هدية»‪ ،‬وبعضها‬ ‫توكتوك جديد هناك مجال‬
‫يهتم بنظرة الآخرين‬ ‫تعكس سلوكهم الحقيقي‬
‫أو العكس بنظرته هو‬ ‫والفعلي وما يقومون به‪ ،‬كما‬ ‫لعبارات جديدة‪.‬‬
‫أنها تشير أي ًضا لما يؤمنون‬ ‫كما تمتلئ التكاتك بصور‬
‫للآخرين‪ ،‬وأي فئات المجتمع‬
‫يحترمها ويبجلها‪ ،‬وهي‬ ‫بتحقيقه داخل المجتمع‪،‬‬ ‫الممثل «محمد رمضان»‬
‫وكيف تسيطر عليهم‬ ‫أشهر شخصية وأنموذج‬
‫أمور كلها في غاية الأهمية‬ ‫لكل سائق توكتوك‪ ،‬بعد‬
‫للتعرف على القلب الحقيقي‬ ‫العادات والتقاليد وتدفعهم‬ ‫سلسلة أفلامه التي تناولت‬
‫دف ًعا لتبني مواقف معينة‪،‬‬ ‫شخصية ابن الحارة بكل‬
‫للمجتمع المصري‪ ،‬حيث‬ ‫كيف ينظرون لباقي فئات‬ ‫ما فيه من خصال طيبة أو‬
‫يحضر الدين والعادات‬ ‫غير طيبة‪ ،‬إلى درجة تقليده‬
‫والنموذج الشخصي متفو ًقا‬ ‫المجتمع وكيف ينظرون‬ ‫حتى في بعض الجرائم‪،‬‬
‫على كل ما عداه‪ ،‬وهو ما‬ ‫للمرأة والأبناء‪ ،‬وكيف‬ ‫كما يحتل القذافي وصدام‬
‫يعني أهمية وجود دراسات‬ ‫تسيطر عليهم الأمثال‬
‫علمية تطبيقية حول هذه‬ ‫الشعبية المتعلقة بالحسد‬ ‫حسين بعض الصور‬
‫النماذج التي تنمو بشكل‬ ‫وأهمية المال في حياتهم‪،‬‬ ‫الأخرى‪ ،‬كما أن هناك بعض‬
‫وأهمية الشخصية وبنائها‬ ‫السائقين من الرومانسيين‬
‫متسارع!‬ ‫وفق منظورهم الخاص ج ًّدا‪،‬‬ ‫الذين يفضلون كلام الحب‬
‫‪------‬‬ ‫وبنظرة سريعة ستجد أن‬
‫* رئيس تحرير مجلة عالم‬ ‫هناك عدة أقسام لاستخدام‬ ‫والغرام ورص كلمات‬
‫الكتاب‪ ،‬تصدر عن الهيئة‬ ‫هذه العبارات‪ ،‬بعضها يؤكد‬ ‫الأغاني العاطفية التي يتغنى‬
‫المصرية العامة للكتاب‪.‬‬
‫بها مطربو المهرجانات‪،‬‬
‫والتي تنتشر بينهم انتشار‬
‫النار في الهشيم‪ ،‬يشغلون‬
‫موسيقاها ويصدحون معها‬
‫كنوع من البهجة الخالصة‪،‬‬
‫بينما إذا سألتهم سيقول لك‬
‫الكثير منهم إنهم يتمنون أن‬
‫يكونوا مثل هؤلاء المطربين‪.‬‬

‫لقد تعاملت العلوم‬
‫الاجتماعية ومناهجها‬
‫مع هذا الأمر في الإنتاج‬
‫الفكري الغربي‪ ،‬من الناحية‬
‫الأنثروبولوجية والنفسية‬
‫وتفكيك العقل الجمعي‬
‫وكذلك تعامل معها الأدب‪،‬‬
‫إذ تمتلئ هذه العبارات‬
‫بكثير من الأدلة على طرق‬