Page 21 - merit 46 oct 2022
P. 21
19 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
إلى التفكير في تغيير هذا
الفراغ ،فحديث أصدقاء
السوء -كما تطلق عليهم-
الذين يتبادلون الحديث
فيما بينهم عن علاقة
الرجل بالمرأة ،وصراع
العاطفة والعقل ،هو أي ًضا
كان حاف ًزا لها ،فالأصدقاء
الأربعة تتفاوت آراؤهم
فيما يربط الرجل بالمرأة،
ولكن دوكس يعلنها
صراحة أن العاطفة هي
المفتاح الحقيقي لبداية
أية علاقة حميمية مع
امرأة فيقول« :الجنس
ليس إلا شك ًل آخر من
فريدا ويكلي هارولد بلوم هيلين غاردنر أشكال الكلام ،تمارس
هذه الأفكار بدونها ،وبتعبيره «ما كان لأفكارهم أن الكلمات بدل أن تتفوه
تتدفق بمثل هذه الحرية .في غيابها يكون كلفورد
أكثر توت ًرا وعصبية ،وتبرد قدماه أسرع ،وما كان بها .أفترض أنها صحيحة تما ًما .أفترض أننا قد
للحديث أن يستمر» (الرواية :ص .)73ثم تأتي نتبادل أحاسيس وعواطف كثيرة مع النساء بقدر
الخطوة الأكثر جرأة من قبل كلفورد الذي في حوار ما نتبادل الأفكار بشأن الطقس ،وما شابه ،قد
سابق معها أثناء جولاتهما في المزرعة ،يخبرها بأنه
يريد أن يكون لديه طفل ليحافظ على ميراث العائلة، يكون الجنس نو ًعا من المحادثة الجسدية الطبيعية
بين رجل وامرأة .لا تتحدث إلى امرأة إلا إذا كانت
وعندما تخبره بأنه من المستحيل أن يتحقق هذا،
يتحول الحوار إلى إغراء لها بأن يكون لها طفل ما بينكما أفكار مشتركة .أي لا تتحدث باهتمام،
دام عدم وجود الطفل أو الجنس يحطمها ،فيدعوها
لأن تفعل .المثير ح ًّقا أن وصول الحوار عند هذه وبالطريقة نفسها ،إن لم يكن بينك وبين امرأة
النقطة يكون بقرب وصولهما إلى حارس الطرائد
الذي يسرع ببندقيته برشاقة ومرونة خلف الكلبة. عاطفة أو تعاطف مشترك لن تنام معها .لكن إذا
وعندما ينادي عليه كي يدير الكرسي .يقدمه لها
هكذا « :كوني ،هذا حارس الطرائد الجديد ،ملورز، كان بينك وبينها »..يكمل ماي كلامه بقوله« :ينبغي
ملورز .ألم تتحدث إلى السيدة من قبل؟» (الرواية:
أن تنام مع المرأة إذا كان لديك عاطفة حقيقية أو
ص.)92
تقع كوني في دائرة من الرجال السيئين بد ًءا من تعاطف حقيقي معها .لا يليق إلا أن تذهب معها إلى
زوجها العاجز ،والأناني الذي يحرضها على إنجاب
طفل من آخر ،لا لشيء سوى أن يحافظ على ميراث السرير( »..الرواية :ص.)70
العائلة ،وبالمثل ميكاليس الذي يفطن من أول لقاء
هكذا يجرى الحوار بين الأصدقاء الأربعة دون
مشاركة من كلفورد ،في المقابل تجلس كوني
بالقرب من الرجال الأربعة صامتة« ،وتضع غرزة
أخرى فيما تخيط» ،بل إن الراوي العليم يعلق
على جلستها «وعليها أن تجلس صامتة ،عليها أن
تكون هادئة مثل فأرة ،وألا تتدخل في التأملات
بالغة الأهمية لهؤلاء السادة ذوي العقول الرفيعة»،
الغريب أنه مع مطالبتها بالصمت وعدم التدخل،
إلا أنه يقر أن هؤلاء الرجال ما كانوا يصلون إلى