Page 239 - merit 46 oct 2022
P. 239

‫‪237‬‬         ‫الملف الثقـافي‬

‫مصطفى أمين‬  ‫هدى شعراوي‬      ‫سوزان مبارك‬                             ‫والاجتماعية بوجه عام‬
                                                                  ‫في مصر‪ ،‬مما دعا بعض‬
 ‫ذاته الذي يدين فيه موقف‬    ‫بوصفها بلدا ًنا دون مستوى‬           ‫التيارات السياسية للتحرك‬
        ‫الإسلام من المرأة‪.‬‬    ‫التحضر‪ ،‬بدليل احتقارهم‬           ‫ضدها والعمل على تشويهها‬
                                  ‫للمرأة ومعاملتها هذه‬              ‫كالإخوان المسلمين‪ ،‬أو‬
  ‫وفي ظل هذا التشوية غير‬       ‫المعاملة المُ ِشينة‪ ،‬في الوقت‬    ‫محاولة تحجيمها ووضعها‬
   ‫المفهوم‪ ،‬وإساءة التأويل‬     ‫ذاته الذي كانت تحد فيه‬            ‫ضمن إطار يضمن لها أن‬
 ‫دون أدنى دليل موضوعي‬                                            ‫تكون تحت سيطرة الدولة‬
  ‫ُيبرر مثل هذه الاتهامات‬    ‫السياسات الاستعمارية من‬           ‫وضمن برنامجها السياسي‪،‬‬
                              ‫إمكانية انتشار التعليم من‬         ‫فإنه من الواجب علينا ومن‬
     ‫المجانية الجائرة‪ ،‬فإن‬   ‫خلال رفع قيمة مصروفات‬            ‫خلال نظرة محايدة؛ أن نقوم‬
     ‫الحكم على قاسم أمين‬    ‫المدارس بعامة سواء بالنسبة‬             ‫بعرض بعض الاتهامات‬
    ‫ثم على هدى شعراوي‬         ‫للبنين أو للبنات‪ ،‬وأن هذه‬        ‫التي وجهت لهدى شعراوي‬
  ‫بحكم تبنيها لأطروحاته‪،‬‬      ‫الازدواجية قد تجلت أي ًضا‬         ‫وللحركة النسوية الليبرالية‬
     ‫يبدو من قبيل المزايدة‬     ‫في مواقف اللورد كرومر‪،‬‬            ‫التي أسستها وكذلك الرد‬
   ‫على الاثنين‪ ،‬ولا شك أن‬                                     ‫عليها من داخل مذكرات هدى‬
‫خطاب كل من قاسم وهدى‬             ‫بوصفه ممث ًل نموذجيًّا‬          ‫شعراوي وبعض المصادر‬
  ‫خطاب مغاير كلية وتما ًما‬   ‫للخطاب الاستعماري‪ ،‬حيث‬               ‫الأخرى التي تحسب على‬
  ‫عن خطاب اللورد كرومر‬                                           ‫التيار الليبرالي‪ ،‬وذلك فيما‬
‫والخطابات الاستعمارية؛ إذ‬      ‫كان يناهض مطالبة المرأة‬
‫إن خطاب كرومر والخطاب‬        ‫الإنجليزية بحق التصويت‪،‬‬                               ‫يأتي‪:‬‬

       ‫الاستعماري عمو ًما‬        ‫بل كان عض ًوا مؤس ًسا‬         ‫الاتهام الأول‪ :‬أفكار‬
  ‫يهاجمان الإسلام‪ ،‬بشكل‬     ‫وأحيا ًنا أخرى رئي ًسا لرابطة‬       ‫هدى شعراوي هي‬
‫كلي وعام‪ ،‬على نحو ما نجد‬
                                ‫الرجال المناهضين لحق‬             ‫امتداد للخطاب‬
                               ‫تصويت النساء في الوقت‬              ‫الاستعماري‪:‬‬

                                                                   ‫زعم البعض أن الحركة‬
                                                                  ‫النسوية كانت أداة في يد‬

                                                                     ‫الاستعمار يستخدمها‬
                                                                        ‫ويوظفها لمصالحه‬

                                                                 ‫وسياساته‪ ،‬بل إنهم قالوا‬
                                                                     ‫إن خطاب قاسم أمين‬

                                                                ‫نفسه يأتي امتدا ًدا للخطاب‬
                                                               ‫الاستعماري وخطاب كرومر‬

                                                                      ‫على وجه الخصوص‪.‬‬
                                                                 ‫وهو الخطاب الذي يحاول‬
                                                                 ‫استخدام ورقة المرأة للحط‬
                                                                 ‫من شأن البلدان المستعمرة‬
   234   235   236   237   238   239   240   241   242   243   244