Page 240 - merit 46 oct 2022
P. 240

‫العـدد ‪46‬‬          ‫‪238‬‬

                                                              ‫أكتوبر ‪٢٠٢2‬‬  ‫في الفصل الرابع والثلاثين من‬
                                                                             ‫كتاب كرومر مصر الحديثة‬
   ‫النهضة النسوية في هذه‬         ‫عن كفاءة الرجل في جميع‬                        ‫والذي ينص فيه صراحة‬
    ‫البلاد لتأثرها بالحركة‬          ‫الأحوال المدنية من بيع‬                     ‫على فشل الإسلام كنظام‬
 ‫النسوية بأوروبا يجب أن‬                                                         ‫اجتماعي وأن أول وأهم‬
   ‫تتبعها في كل مظهر من‬           ‫وشراء وهبة ووصية من‬                        ‫أسباب فشل الإسلام كنظام‬
  ‫مظاهرها‪ ،‬وذلك لأن لكل‬        ‫غير أن يتوقف تصرفها على‬                      ‫اجتماعي هو أنه «يضع المرأة‬
‫بلد تشريعه وتقاليده وليس‬       ‫إذن أبيها أو زوجها»‪( .‬قاسم‬                    ‫في وضع متدن»‪ ،‬فض ًل عن‬
   ‫كل ما يصلح في بعضها‬
  ‫يصلح في البعض الآخر»‪.‬‬              ‫أمين‪ ،2012 ،‬ص‪)12‬‬                      ‫وصفه الإسلام بعدم التسامح‬
  ‫(هدى شعراوي‪،2013 ،‬‬                  ‫ومن المؤكد أن هدى‬                      ‫(اللورد كرومر‪ ،2015 ،‬ص‬
                                ‫شعراوي كانت حريصة ألا‬                                           ‫‪.)172‬‬
               ‫ص‪.)268‬‬           ‫ُيستخ َدم الدين كسلاح ضد‬                          ‫بينما نجد أن ك ًّل من‬
    ‫لقد حرص البعض على‬          ‫المرأة‪ ،‬بل إنها كانت حريصة‬                    ‫قاسم أمين وهدى شعراوي‬
‫تشويه صورة هدى تما ًما‪،‬‬          ‫أن يتحول إلى سلاح لها لا‬                     ‫كانا ُيبرزان و ُيشددان على‬
 ‫سواء من خلال الاتهامات‬           ‫عليها‪ .‬فقد كان ردها على‬                        ‫احترام الدين الإسلامي‬
                                 ‫سلامة موسى فيما يتعلق‬                       ‫للمرأة‪ ،‬وأن هناك الكثير من‬
      ‫المُر َسلة بكونها تابعة‬    ‫بمسألة ميراث المرأة ينفي‬                   ‫العادات الاجتماعية والثقافية‬
  ‫وممثلة للنسوية الغربية‪،‬‬         ‫تما ًما القول باغترابها عن‬                 ‫المحسوبة على الإسلام دون‬
   ‫دون أدنى تقييم حقيقي‬         ‫ثقافتها وأنها لم تكن سوى‬                       ‫أن تكون لها علاقة أص ًل‬
   ‫لكل جهودها في الحركة‬            ‫مجرد صدى للأصوات‬                         ‫بالدين‪ ،‬وإنما ُتلصق به زو ًرا‬
‫الوطنية‪ ،‬وجهودها القومية‬       ‫الغربية؛ حيث تقول صراحة‬                        ‫وبهتا ًنا‪ .‬بل إن قاسم ينص‬
   ‫في قضية فلسطين مث ًل‪،‬‬           ‫«وإن كان لا بد من إبداء‬                  ‫صراحة على أسبقية الإسلام‬
   ‫والذي «يتضح لكل ذي‬               ‫رأيي في هذا الموضوع‪،‬‬                     ‫لكل شريعة في المساواة بين‬
                                 ‫فأقول بصفتي الشخصية‬
    ‫عينين أن المؤتمر الذي‬       ‫إني لست من الموافقين على‬                   ‫الرجل والمرأة؛ إذ يقول «سبق‬
     ‫عقدته عام ‪ 1938‬كان‬          ‫رأي الأستاذ الخطيب فيما‬                    ‫الشرع الإسلامي كل شريعة‬
  ‫هو البذرة الأساسية التي‬       ‫يتعلق بتعديل نصيب المرأة‬
  ‫تولدت عنها فكرة جامعة‬             ‫في الميراث‪ .‬ولا أظن أن‬                       ‫سواه في تقرير مساواة‬
 ‫الدول العربية‪ ،‬وهل فكرة‬                                                                  ‫المرأة للرجل؛‬
                                                                                         ‫فأعلن حريتها‬
                                                                                            ‫واستقلالها‬
                                                                                             ‫يوم كانت‬
                                                                                           ‫في حضيض‬
                                                                                             ‫الانحطاط‬
                                                                                             ‫عند جميع‬
                                                                                         ‫الأمم‪ ،‬وخولها‬
                                                                                             ‫كل حقوق‬
                                                                                              ‫الإنسان‪،‬‬
                                                                                            ‫واعتبر لها‬
                                                                                          ‫كفاءة شرعية‬
                                                                                              ‫لا تنقص‬
   235   236   237   238   239   240   241   242   243   244   245