Page 215 - merit 41- may 2022
P. 215

‫الملف الثقـافي ‪2 1 3‬‬

 ‫هذا التراث الذي نتوارثه‬                             ‫والديالكتيك والتفسير‬        ‫الأدب العربي بكل ما فيه‬
   ‫ونعيد من خلاله إنتاج‬                                 ‫الماركسي للتاريخ‪،‬‬        ‫من علوم في ضوء المنهج‬
    ‫نفس المقولات القديمة‬                                                        ‫الماركسي‪ ،‬مع ملاحظة أن‬
   ‫دون إعادة نظر تهدف‬                              ‫وستقابلك أسماء قدمت‬            ‫القدامى استخدموا لفظ‬
    ‫إلى تأويل جاد يترتب‬                            ‫أعما ًل جا َّدة وانتهت إلى‬     ‫«أدب» استخدا ًما يعادل‬
  ‫عليه تجديد «الفكر» بما‬                          ‫نتائج لها وزنها حتى لو‬       ‫مدلول «ثقافة» في عصرنا‪،‬‬
                                                    ‫اختلفت معها فلن تنكر‬       ‫فكل المكتوب باللغة العربية‬
‫يسمح بإقامة (عقل ديني‬                                                          ‫هو «أدب»‪ ،‬ومن ثم ستجد‬
   ‫حديث)‪ ..‬من رحم هذه‬                                 ‫الجهد العقلي المبذول‬
     ‫الكتابات خرج نصر‬                             ‫وسعة الاطلاع والمنهجية‬            ‫الكتابات الأولى تحمل‬
   ‫حامد أبو زيد في كتابه‬                                                       ‫عنوان «آداب اللغة العربية»‬
   ‫الذائع «مفهوم النص»‪،‬‬                             ‫ووضوح الهدف‪ ،‬ومن‬           ‫بجمع آداب‪ ،‬وتحتها ستجد‬
  ‫وفي الصفحة الثانية من‬                         ‫هذه الأسماء حسين مروة‬
    ‫هذا الكتاب إشارة إلى‬                                                            ‫كل فروع المعرفة مثل‬
     ‫أحد هدفين من وراء‬                            ‫في كتبه (النزعات المادية‬     ‫النحو والصرف والعروض‬
   ‫الكتاب وهو «يتمثل في‬                             ‫في الفلسفة الإسلامية)‬       ‫والمواريث وعلوم الشريعة‬
    ‫محاولة تجديد مفهوم‬                          ‫و(دراسات نقدية في ضوء‬
   ‫(موضوعي) للإسلام‪،‬‬                              ‫المنهج الواقعي) و(تراثنا‬            ‫من تفسير وحديث‬
  ‫مفهوم يتجاوز الطروح‬                           ‫كيف نعرفه)‪ ،‬وفيها يبحث‬            ‫وفقه‪ ،‬وكذلك الجغرافيا‬
  ‫الأيديولوجية من القوى‬                          ‫عن كيفية بناء هذا التراث‬       ‫والحساب والكيمياء‪ ..‬إلخ‪،‬‬
   ‫الاجتماعية والسياسية‬                          ‫في ضوء المنهج الماركسي‪.‬‬          ‫وباختصار‪ :‬كل المكتوب‬
                                                 ‫والاسم الثاني الذي أشير‬         ‫باللغة العربية هو «آداب‬
‫المختلفة في الواقع العربي‬                            ‫إليه هو محمد أركون‬
             ‫الإسلامي»‪.‬‬                          ‫بدراساته العديدة‪ ،‬ونظرة‬            ‫اللغة العربية»‪ ،‬ولذلك‬
                                                ‫سريعة إلى بعض العناوين‬             ‫ستتعرض «آداب اللغة‬
      ‫***‬                                           ‫ستوحي بالمقصد الذي‬              ‫العربية» بهذا المفهوم‬
                                                 ‫من أجله ُكتِ َب ْت‪( :‬تاريخية‬
 ‫إن محاولة تجديد مفهوم‬                           ‫الفكر الإسلامي) و(الفكر‬               ‫التراثي الموسع إلى‬
     ‫موضوعي للإسلام‪،‬‬                               ‫الإسلامي قراءة علمية)‬           ‫إعادة بناء مسيرتها في‬
         ‫يتجاوز الطروح‬                                                            ‫ضوء الحتمية التاريخية‬
      ‫الأيديولوجية يعني‬                               ‫و(العلمانية والدين)‬
                                                       ‫و(الفكر‬
‫بالضرورة تنحية (الغيبية‬                               ‫الأصولي‬
   ‫اللاهوتية)‪ ،‬أي إقصاء‬                              ‫واستحالة‬
                                                    ‫التأصيل)‪.‬‬
‫المنطق التراثي في التعامل‬                            ‫ومن رحم‬
 ‫مع (الإسلام) وتاريخه‪،‬‬                           ‫هذه الدراسات‬
                                                 ‫التي سعت إلى‬
      ‫وقد راوغ كثير من‬                            ‫تفكيك قضايا‬
 ‫المثقفين في توصيف مثل‬                          ‫التاريخ المتصل‬
‫هذه المحاولة كما في تبرير‬                       ‫بالتراث والمطلق‬
 ‫جابر عصفور الذي يرى‬                            ‫وبحث تاريخية‬
‫افلميع(رمففِةهالودمينالينة بصم)كو«ن َاو ْتص َل‬  ‫(العقل الديني)‬
                                                ‫الحاكم لمقولات‬
   210   211   212   213   214   215   216   217   218   219   220