Page 210 - merit 41- may 2022
P. 210

‫ومحمود إسماعيل‪ ،‬تطرقوا‬                                           ‫العـدد ‪41‬‬                            ‫‪208‬‬
  ‫إلى درس التراث العربي‬
      ‫في اشتجاره بثقافات‬                                                             ‫مايو ‪٢٠٢2‬‬      ‫طور التكوين للحضارة‬
   ‫الأمم والحضارات التي‬                                                                              ‫العربية‪ .‬ولم يرجع إلى‬
  ‫عاصرته‪ .‬وفرض عليهم‬                ‫نكص على عقبيه فاكتفى‬                                            ‫التاريخ الاجتماعي على‬
     ‫هذا الدرس أن يعينوا‬            ‫بقراءة ذاتية تخصه هو‪،‬‬                                          ‫نحو ما قدم قاسم عبده‬
   ‫مفهو ًما ثقافيًّا وتاريخيًّا‬  ‫ولم يمد عينيه إلى القراءات‬                                     ‫قاسم مث ًل في «دراسات في‬
    ‫للعرب‪ :‬من هم؟ ومتى‬                                                                             ‫تاريخ مصر الاجتماعي»‬
                                     ‫التي سبقته وتلك التي‬                                           ‫الصادر ‪ ،1983‬إذا كان‬
 ‫كان وجودهم؟ ومتى كان‬             ‫عاصرته‪ ،‬ولم يفقه قواعد‬                                            ‫صاد ًقا في وصف كتابه‬
‫هؤلاء الكتاب معنيين بفترة‬        ‫المادية التاريخية‪ ،‬ولا قواعد‬                                    ‫بأنه في التاريخ الاجتماعي‬
‫التكوين‪ ،‬فعليهم أن يقولوا‬         ‫القراءة الاجتماعية المثالية‬                                      ‫والاقتصادي‪ ،‬ولم يرجع‬
                                    ‫التي ترى الفكر انعكا ًسا‬                                      ‫إلى محمود إسماعيل مث ًل‬
 ‫َمن العرب في هذه الفترة‪،‬‬                                                                            ‫في «فكرة التاريخ بين‬
   ‫لأن هذا التعيين يتوقف‬            ‫آليًّا للاجتماع‪ ،‬وتحصر‬                                            ‫الإسلام والماركسية»‬
                                 ‫ظواهر الفكر والاجتماع في‬                                            ‫الصادر ‪ ،1988‬فض ًل‬
 ‫عليه تعيين ما حققوه من‬                                                                              ‫عن موسوعته الكبرى‬
‫وجود اجتماعي‪ ،‬وما ترتب‬              ‫أطر معزولة عن بعضها‬                                               ‫«سوسيولوجيا الفكر‬
 ‫على هذا الوجود من تراث‬               ‫البعض‪ .‬ولم يدقق في‬                                         ‫الإسلامي» وخاصة الجزء‬
                                                                                                   ‫الأول منها الذي يتناول‬
                     ‫كلي‪.‬‬        ‫صحة مصادره التي أمدته‬                                          ‫«طور التكوين»‪ ،‬وهو الطور‬
   ‫والقمني في ضوء هدفه‬            ‫بالمقولات التي دارت عليها‬                                     ‫الذي أراد القمني أن ينطلق‬
                                                                                                 ‫منه كما انطلق منه محمود‬
      ‫المعلن معني بالعرب‬                          ‫دراسته‪.‬‬                                         ‫إسماعيل‪ .‬ومع أن القمني‬
      ‫القرشيين الذين بزغ‬                                                                         ‫طبع كتابه هذا عدة مرات‪،‬‬
    ‫دورهم مركز ًّيا في مكة‬              ‫‪-5-‬‬                                                        ‫فإنه لم يتدارك ما به من‬
   ‫حول الكعبة‪ ،‬التي كانت‬                                                                        ‫عوار منهجي بالاطلاع على‬
  ‫كما يقول «كعبات»‪ ،‬وفي‬           ‫ومن أدبيات المنهج العلمي‬                                       ‫«إشكالية المنهج في دراسة‬
      ‫مواجهة حملة أبرهة‬              ‫تحديد المفاهيم‪ ،‬ونعني‬                                        ‫التراث» لمحمود إسماعيل‬
 ‫الحبشي التي انطلقت من‬                                                                               ‫الصادر ‪ .2004‬مث ًل‪.‬‬
                                  ‫بها الألفاظ الواردة‪ ،‬ورود‬
                                   ‫المصطلحات في البحث أو‬                                               ‫ومن ثم فإن العوار‬
                                  ‫التي اتفق عليها الدارسون‬                                         ‫الأكبر في هذا الكتاب هو‬

                                      ‫في هذا المجال أو ذاك‪.‬‬                                          ‫منهجه الذي افتقر إلى‬
                                   ‫فالقمني مثل طه حسين‪،‬‬                                             ‫ما يعرف بنقد المصادر‬
                                                                                                  ‫الذي هو من أدبيات العلم‬
                                                                                                 ‫الاجتماعي والطبيعي‪ .‬فقد‬
                                                                                                   ‫ا َّدعى صاحبه أن قراءته‬
                                                                                                    ‫فترة التكوين هي قراءة‬
                                                                                                  ‫اجتماعية‪ ،‬وأن مادته هي‬
                                                                                                   ‫الوقائع المادية موصولة‬
                                                                                                     ‫بأشكال الوعي‪ ،‬ولكنه‬
   205   206   207   208   209   210   211   212   213   214   215