Page 206 - merit 41- may 2022
P. 206

‫العـدد ‪41‬‬               ‫‪204‬‬

                                                         ‫مايو ‪٢٠٢2‬‬

   ‫بأجزائها العشرة باسم‬        ‫لم يكن القمني (‪-1947‬‬      ‫القمني والنبوة والدولة‬
     ‫«سوسيولوجيا الفكر‬
    ‫الإسلامي»‪ .‬وما قدمه‬           ‫‪ )2022‬أول من نادي‬      ‫د‪.‬أحمد يوسف‬
                             ‫بدراسة التاريخ العربي على‬
  ‫لفيف من الأساتذة أمثال‬
      ‫حسن محمود وعبد‬           ‫أساس اجتماعي‪ ،‬ولا أول‬
                              ‫من قرأ أوليات هذا التاريخ‬
 ‫العزيز الأهواني ومحمود‬      ‫من منظور الشك أو الانتقاد‬
  ‫عودة ومحمد الجوهري‬         ‫أو التأويل‪ .‬فقد سبقه طيب‬
 ‫وعبد المنعم تليمة وحسن‬        ‫تيزيني (‪،)2019 -1934‬‬
   ‫حنفي من مصر‪ ،‬ووداد‬
 ‫القاضي من لبنان ومحمد‬          ‫وحسين مروة (‪-1910‬‬
 ‫عابد الجابري من المغرب‬           ‫‪ ،)1987‬ومحمد أنيس‬
   ‫والحبيب الجنحاني من‬        ‫(‪ ،)1986 -1921‬ومحمود‬
‫تونس وعبد الأمير ديكسن‬             ‫إسماعيل (‪،)-1940‬‬
                                 ‫ونصرأبوزيد (‪-1943‬‬
              ‫من العراق‪.‬‬     ‫‪ ..)2010‬وكثيرون غيرهم‪.‬‬
     ‫وكل هؤلاء أسبق من‬           ‫والتاريخ العربي المعني‬
  ‫سيد القمني الذي اجتهد‬          ‫بالدراسة تاريخ طويل‬
  ‫في أن يقرأ تاريخ العرب‬        ‫متعدد ومتراكب‪ ،‬منه ما‬
                                ‫هو مجهول ومنه ما هو‬
       ‫قبل الإسلام قراءة‬      ‫ظني‪ ،‬وهو فوق ذلك ليس‬
  ‫اجتماعية على أساس من‬        ‫نتاج التفاعلات الاجتماعية‬
                                  ‫والتاريخية في جزيرة‬
     ‫المادية التاريخية التي‬     ‫العرب وحدها‪ .‬فلم يكن‬
  ‫لم يفصح عنها وهو من‬           ‫العرب يعيشون في عزلة‬
  ‫رموز اليسار الماركسي‪،‬‬            ‫عن العالم المحيط بهم‬
  ‫ولم يظهر أثرها مع أنها‬        ‫سواء في بلاد الفرس أو‬
   ‫الأساس الفلسفي الذي‬           ‫الرومان‪ ،‬وهما القوتان‬
 ‫وجه رؤيته وحدد طريقة‬          ‫العظميان في وقتهما‪ .‬وقد‬
                             ‫خضع هذا التاريخ للدراسة‬
                ‫المعالجة‪.‬‬      ‫والتمحيص والتأويل على‬
                                ‫نحو ما صنع طه حسين‬
       ‫‪-2-‬‬                      ‫في «الشعر الجاهلي» وفي‬
                             ‫«الفتنة الكبرى»‪ ،‬وما صنع‬
    ‫ويعنينا في هذا السياق‬       ‫أحمد أمين في موسوعته‬
       ‫أن نقول إن كتابات‬           ‫الكبرى عن الحضارة‬
                              ‫العربية وتاريخها في «فجر‬
   ‫القمني (‪ )16‬مؤل ًفا ذات‬    ‫الإسلام وظهره وضحاه»‪،‬‬
    ‫توجه واحد هو النبش‬            ‫وما قدمه أمين الخولي‬
                                ‫في «مناهج التجديد»‪ ،‬ثم‬
      ‫في الحفريات الأولى‪،‬‬     ‫موسوعة محمود إسماعيل‬
  ‫سواء في التاريخ العربي‬
   ‫أو التاريخ الفرعوني أو‬

    ‫التاريخ العبري‪ ،‬ليقينه‬
   ‫أن في هذه الحفريات ما‬
    ‫هو مسكوت عنه أو ما‬
   201   202   203   204   205   206   207   208   209   210   211