Page 207 - merit 41- may 2022
P. 207

‫الملف الثقـافي ‪2 0 5‬‬

‫طه حسين‬  ‫شكري عياد‬         ‫أحمد أمين‬                         ‫هو مقروء قراءة مغلوطة‬
                                                            ‫أو ما يحتاج إلى وضعه في‬
        ‫مكة‪ :‬حلم السيادة‬      ‫الصورة المثالية للتوحيد‪،‬‬     ‫بؤرة الوعي العام‪ .‬وأن هذه‬
          ‫قصي بن كلاب‬      ‫وأن العرب كانوا على دراية‬       ‫الدوائر الثلاث هي الأساس‬
                           ‫قوية بالأنبياء المرسلين عند‬
  ‫الصراع على السلطة بعد‬                                       ‫العقدي للإنسان في هذه‬
                   ‫قصي‬       ‫اليهود والمسيحيين الذين‬       ‫المنطقة من العالم‪ .‬فالتاريخ‬
                           ‫يعيشون معهم في جزيرتهم‬
 ‫بنو هاشم من التكتيك إلى‬   ‫او خارجها‪ .‬بل إن فري ًقا من‬         ‫الفرعوني مداره عقيدة‬
             ‫الأيديولوجيا‬   ‫العرب كانوا يهو ًدا‪ ،‬وفري ًقا‬    ‫البعث والخلود‪ ،‬والتاريخ‬

  ‫وفي المحور الثاني تناول‬        ‫آخر كانوا مسيحيين‪.‬‬            ‫العربي والعبري مداره‬
‫النبوة وعصبية بني هاشم‬         ‫وبناء على هذه المقدمات‬      ‫حنيفية إبراهيم‪ .‬وما يشغل‬
                            ‫أقام القمني كتابه «الحزب‬        ‫بال القمني في كل ذلك هو‬
                 ‫والدولة‪:‬‬    ‫الهاشمي وتأسيس الدولة‬
       ‫جذور الأيديولوجيا‬                                       ‫الأيديولوجيا أو العقائد‬
                                 ‫الإسلامية» وبناه على‬           ‫بوصفها المنظار الذي‬
                  ‫الحنفية‬      ‫محورين مستمدين من‬
       ‫ظهور النبي المنتظر‬      ‫الترابط بين تطور فكرة‬        ‫يهتدي به الإنسان ويحدد‬
‫العصبية والسياسة‪ .‬الدولة‬    ‫الدين والتطور الاجتماعي‪.‬‬         ‫رؤاه وتوجهاته ومواقفه‬
                              ‫ففي المحور الأول تناول‬
       ‫‪-3-‬‬                   ‫الحلم الهاشمي ومركزية‬              ‫وتطلعاته نحو الماضي‬
                             ‫مكة وتبلور الأيديولوجية‬          ‫أو الحاضر أو المستقبل‪،‬‬
    ‫والكتاب على هذا النحو‬       ‫الحنفية‪ ،‬تحت عناوين‪:‬‬         ‫ويصوغ له مفهوم التقدم‬
   ‫يؤسس ما هو اجتماعي‬
 ‫وسياسي (الدولة) على ما‬                  ‫تأسيس (‪)1‬‬                ‫أو التخلف ومفهوم‬
   ‫هو ذاتي وديني (الحلم‬                  ‫تأسيس (‪)2‬‬           ‫التعايش والحرية والعدل‬
 ‫والدين)‪ .‬فالكاتب يرى أن‬                                    ‫الاجتماعي‪ .‬فالأيديولوجيا‬
 ‫نبوة محمد ونشأة الدولة‬                                     ‫مخ الدولة وقلبها‪ .‬والدين‬
                                                            ‫بمنظوماته العقائدية رأس‬

                                                                        ‫الأيديولوجيا‪.‬‬
                                                             ‫والدين والدولة مرتكزان‬
                                                           ‫أساسيان في الفكر المصري‬
                                                             ‫والعربي والعبري القديم‬
                                                              ‫والمعاصر‪ .‬وهما وجهان‬

                                                                ‫لعملة واحدة وكلاهما‬
                                                               ‫ينبيء عن الآخر‪ .‬لذلك‬
                                                             ‫يرى القمني أن الدين هو‬
                                                               ‫الأساس في قيام الدولة‬
                                                             ‫العربية التي كان عمادها‬
                                                            ‫الإسلام‪ ،‬وأن هذا الدين لم‬
                                                            ‫يكن طفرة في حياة العرب‪،‬‬
                                                              ‫وأن التطور الروحي من‬
                                                            ‫تعدد العبادات إلى التوحيد‬
                                                                ‫كما مثلته الحنفية مهد‬
                                                             ‫لقبول الإسلام الذي كان‬
   202   203   204   205   206   207   208   209   210   211   212