Page 32 - merit 41- may 2022
P. 32

‫ينتصر الكاتب في النص للهوامش‬
                                                   ‫الثقافية التي تحيط بالمركز‪ ،‬ينتصر‬

                                                       ‫للخدم باعتبارهم هام ًشا ثقاف ًّيا‬
                                                       ‫ها ًّما‪ ،‬فيجعل ابنة الخدم تتزوج‬
                                                       ‫ولو صور ًّيا من ابن السادة‪ ،‬كما‬
                                                        ‫ينتصر لمن رحلوا وتم السكوت‬

                                                            ‫عن تعذيبهم وصلبهم في‬
                                                   ‫شبابيك الوسية وأشجارها‪ ،‬فكأننا‬
                                                     ‫نسمع صرخاتهم تأتي من أماكن‬

                                                         ‫تعذيبهم وأماكن اختفائهم!‬

‫أحمد صبري أبو الفتوح‬

 ‫المصادفة أن النساء ذوات فاعلة في النص وليست‬          ‫‪ -‬أبي رجل قرآن يا أمي‪ ،‬يمكنه أن يفتح ُكتَّا ًبا‪،‬‬
‫موضو ًعا للسرد‪ ،‬فمنذ الصفحات الأولى نجد المرأة‬                            ‫ويترك العمل في الوسية‪.‬‬

   ‫(حلاوية) هي من تفكر لرجال القرية في طريقة‬                          ‫مدت يدها وربتت على كتفها‪:‬‬
  ‫للهرب من هجوم الإنجليز عليهم انتقا ًما لدورهم‬     ‫‪ -‬أنت ما زلت صغيرة يا ابنتي‪ ،‬لا تعرفين شيئًا‬
 ‫في ثورة عرابي‪ ،‬تض ِّحي المرأة بنفسها وتتقدم من‬
‫أورطة الإنجليز لتقنعهم أن كل من في القرية هربوا‬                   ‫عن الوسايا» (الرواية‪ ،‬ص‪.)222‬‬
                                                   ‫إنها سردية الحزن المتوارث عبر الأجيال‪ .‬لا فكاك‬
                     ‫ولم يبق فيها سواها‪ ،‬كذلك‬      ‫من الحزن لهؤلاء المهمشين‪ ،‬فهو تاريخهم الحزين‬
                    ‫تمتلك المرأة في النص خطاب‬
                    ‫المعرفة‪ ،‬المرأة معالي حلاوية‪،‬‬              ‫يتوارثونه ويتم سرده بهذه الرهافة‪.‬‬
                   ‫رغم أنها خادمة إلا أنها تمتلك‬
                ‫خطاب المعرفة بالسراية والوسية‬                ‫الخطاب النسوي‬
                    ‫والأحداث التي تمت فيها على‬
                                                       ‫إن النسوية الجديدة ‪-‬حسب المدرسة النسوية‬
                       ‫عكس منجي عبد الباسط‪،‬‬           ‫الفرنسية‪ -‬هي التي تنتصر لكل ما هو مهمش‬
                  ‫الرجل‪ /‬السيد‪ ،‬الذي لا يعرف‬        ‫بغض النظر عن جنس منتج الخطاب‪ ،‬فمن خلال‬
                ‫تاريخ السراية ولا تاريخ عائلته‪.‬‬        ‫هذا الوعي قد يكتب كات ٌب رج ٌل خطا ًبا نسو ًّيا‬
                                                     ‫ينتصر للهوامش الاجتماعية المختلفة‪ ،‬وقد تكتب‬
                    ‫ومن خلال امتلاكها للخطاب‬
                      ‫تتمكن من الإحاطة بالسيد‬            ‫كاتبة امرأة خطا ًبا ذكور ًّيا يقصي الهوامش‬
                      ‫والسيطرة عليه والانتصار‬       ‫الاجتماعية ومن ضمنها النساء؛ لذا من يبحث في‬
                       ‫لتاريخ الخادمات ج َّداتها‪.‬‬  ‫الخطاب النسوي يجب أن يتلفت إلى مقول الخطاب‬

                    ‫تأتي معالي حلاوية في النص‬                                      ‫لا جندر كاتبه‪.‬‬
                  ‫مالكة الخطاب وكأنها شهرزاد‬       ‫ومن يتأمل الخطاب الثقافي في الرواية يكتشف أن‬
                                                   ‫ثمة خطاب نسوي ينتصر للنساء‪ ،‬فليس من قبيل‬
   27   28   29   30   31   32   33   34   35   36   37