Page 32 - ميريت الثقافية رقم (28)- أبريل 2021
P. 32
العـدد 28 30
أبريل ٢٠٢1
د.أحمد علواني
الثورة المصرية في رواية
«السمان والخريف»
لنجيب محفوظ
رواية «السمان والخريف» وقد اكتنزت بالمشاهد السردية التي تصور
أحداث ثورة يوليو ،52وفي نفس الوقت تجعل المتلقي يستحضر
أحداث ثورة 25يناير .2011وكأن «نجيب محفوظ» ما زال ح ًّيا لم يمت،
فتصويره لثورة الماضي التي عاصرها آنذاك يلتحم بشكل أو بآخر مع
ثورة المستقبل -يناير المجيدة -وكأنه بين ظهرانينا يشاهد ويصور
ويصف ويكتب .إن «نجيب محفوظ» لا يصور لنا الماضي المنصرم بقدر
ما يشرح لنا ثورة الحاضر القريب.
يناير )2011؟ هذا ما نطرحه ،ونأمل أن نجيب عنه. التلاحم الثوري
ويمكن أن نعيد طرح السؤال بصيغ عديدة :ماذا
من يقرأ رواية «السمان والخريف» لنجيب
لو كان «نجيب محفوظ» لا يزال حيًّا بين ظهرانينا،
وشهد أحداث ثورة 25يناير 2011وما مرت به محفوظ ويتأمل كيف ص ّور الكاتب ثورة يوليو
مصر من تحولات سياسية وحركات تطهيرية.. ،1952وكيف وصف سقوط الملكية وحل الأحزاب
كيف كان سيصور لنا ثورة يناير 2011؟!
ولا شك أن طرح مثل هذه التساؤلات ُتع ُّد ضر ًبا السياسية؟ سيلحظ أن هذه الأحداث المنصرمة
تعكس في طيّاتها أحداث الحاضر القريب ،وكأن
من الخيال الجامح ،فمن المستحيل أن ُيبعث «نجيب ثورة الماضي تلتحم بثورة الخامس والعشرين من
محفوظ» من جديد؛ ولكن من الطريف أن تصوير
«نجيب محفوظ» لثورة يوليو 52يتماهى في يناير .2011
ومن َث َّم س ُنعيد في هذه الدراسة قراءة رواية
مشاهد سردية بعينها مع ثورة الخامس والعشرين «السمان والخريف» قراءة نقدية جديدة؛ إنها قراءة
من يناير ألفين وأحد عشر. ثورية ،سنحاول فيها تأويل السرد تأوي ًل ثور ًّيا،
خاصة أن التجربة التي يطرحها «نجيب محفوظ»
تدور أحداث رواية «السمان والخريف» في إطار في «السمان والخريف» هي تجربة الثورة ،إنها
زمني يقترب من خمس سنوات ،حيث تبدأ الرواية ثورة (يوليو )1952التي اندلعت في الماضي؛ فهل
تتماهى أو تتلاحم في تصويرها مع ثورة (25
بحريق القاهرة ،ثم حركة ضباط الجيش وقيام
ثورة يوليو 52وطرد الملك ،وتأميم قناة السويس